مشروع قانون الغذاء الذي نحتاجه

TT

في الربيع الماضي، قام فصل من الطلاب في الصف الخامس بمدرسة بانكروفت الابتدائية في واشنطن العاصمة بزيارة الجناح الجنوبي في البيت الأبيض لمساعدتنا في إنشاء أول حديقة لمطبخنا وتمهيدها وريها وزراعتها. وخلال الشهور التي أعقبت هذه الزيارة، عاد نفس الطلاب للتحقق من التقدم الحاصل في الحديقة وتذوق الفواكه (والخضراوات) التي زرعوها. كما ساعدونا على بدء نقاش وطني حول الدور الذي يلعبه الغذاء في مساعدتنا جميعا على عيش حياة صحية.

تكافح دولتنا منذ سنوات وباء السمنة لدى الأطفال. لقد سمعنا جميعا عن الإحصائيات، حيث إن طفلا من كل ثلاثة أطفال في هذا البلد يعاني إما من زيادة الوزن وإما من السمنة، وهذه النسب أعلى بين الأميركيين من أصل أفريقي وإسباني والسكان الأصليين. نعرف أن طفلا من بين كل ثلاثة أطفال سيعاني من مرض السكري عند نقطة معينة في حياته. لقد رأينا تكلفة ذلك على اقتصادنا، وكيف أننا ننفق 150 مليار دولار تقريبا كل عام لمعالجة الأمراض المرتبطة بالسمنة. ونعرف أنه إذا لم نتحرك الآن، فستواصل هذه التكاليف الارتفاع.

لا أحد منا يريد هذا المستقبل لأطفالنا أو لبلادنا. وهذه هي الفكرة وراء مبادرة «دعنا نتحرك»، وهي حملة على مستوى البلاد بدأت العام الحالي وتحمل هدفا واحدا فقط، وهو حل مشكلة السمنة لدى الأطفال في جيل، لكي يستطيع الأطفال المولودون اليوم الوصول إلى سن البلوغ بوزن صحي.

تساعد حملة «دعنا نتحرك» الآباء على الحصول على الوسائل التي يحتاجون إليها للحفاظ على صحة ولياقة أسرهم. وتساعد محلات البقالة على خدمة المجتمعات التي لا تستطيع الوصول إلى أغذية طازجة. وتجد وسائل جديدة لمساعدة أطفال أميركا على أن يظلوا ناشطين من الناحية البدنية.

لكن حتى لو عملنا جميعا على مساعدة أطفالنا أن يعيشوا حياة صحية في المنزل، فهم بحاجة أيضا إلى المحافظة على الصحة والنشاط في المدرسة. ولا يرغب الآباء في رؤية التقدم الذي يحققونه في المنزل يضيع أثناء اليوم المدرسي.

والآن، أمام بلدنا فرصة رئيسية لجعل مدارسنا وأطفالنا في صحة أفضل. إنها فرصة لم نرها خلال أعوام، ولا يجب أن ندعها تمر من دون استثمار.

يحظى مشروع قانون تغذية الطفل، الذي يشق طريقه في الكونغرس الأميركي، بالتأييد من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. وسيقدم هذا التشريع الرائد تغييرا جوهريا للمدارس، وسيحسن خيارات الغذاء المتاحة أمام أطفالنا.

وبادئ ذي بدء سيجعل هذا التشريع من السهولة على عشرات الملايين من الأطفال الذين يشاركون في البرنامج الوطني لوجبة الغداء بالمدارس وبرنامج وجبة الإفطار بالمدارس، وغيرهم الكثير من الأطفال المؤهلين لكنهم غير مسجلين في هذه البرامج، الحصول على الوجبات المغذية التي يحتاجون إليها لبذل قصارى جهدهم. سيضع هذا التشريع معايير غذائية عالية لوجبات المدارس، حيث سيطلب المزيد من الفاكهة والخضراوات والحبوب والقليل من الدهون والأملاح. وسيقدم مكافآت للمدارس التي تفي بهذه المعايير. وسيساعد كذلك على القضاء على الوجبات السريعة من ماكينات البيع، وهي خطوة رئيسية يدعمها الآباء وخبراء الصحة والكثيرون في صناعة الأغذية والمشروبات.

وخلال العام الماضي، التقيت قادة المجتمع وأصحاب المصالح من جميع أنحاء البلاد - الآباء والمدرسين وأعضاء مجالس إدارات المدارس ومديري المدارس وموردي الأغذية والعاملين بمجال الأغذية - وناقشت معهم أهمية التأكد من أن كل طفل في أميركا يستطيع الوصول إلى وجبات مغذية في المدارس. سيريدون ما هو أفضل لصالح أطفالنا، ويعلمون جميعا مدى أهمية المحافظة على إحراز التقدم.

وهذا هو السبب وراء أنه من المهم للغاية أن يصادق الكونغرس على هذا التشريع في أقرب وقت ممكن. إننا نقدمه للأطفال الذين لا يصلون إلى كامل قوتهم لأنهم لا يحصلون على التغذية التي يحتاجون إليها خلال اليوم. ونقدمه كذلك للآباء الذين يعملون على الحفاظ على صحة أسرهم ويتطلعون إلى الدعم اليسير في هذه الفترة. ونقدمه للمدارس التي تحاول إحراز التقدم، لكن ليس لديها الموارد التي تحتاج إليها. ونقدمه إلى بلادنا، لأن ازدهارنا يعتمد على صحة وحيوية الجيل القادم.

ومثل هذه التغييرات لا تمثل شيئا سوى البداية، ولا يزال أمامنا طريق طويل لتحقيق أهدافنا. لكن إذا عملنا معا، وكل منا قام بدوره، فإنني على ثقة من أننا نستطيع منح أطفالنا الفرص التي يحتاجون إليها كي يحققوا النجاح، والطاقة والقوة والتحمل لاغتنام هذه الفرص.

* سيدة أميركا الأولى

* خدمة «واشنطن بوست»