والله بكيت عليها!

TT

اثنان بكيا عليها، وكانت دموعنا صادقة: مؤلفة هذا الكتاب وأنا، أما الكتاب فعن «هيدي لامار» أجمل جميلات السينما على الإطلاق بما فيهن مارلين مونرو، هذا رأيي، لم أر في تكوينها البديع عيبا واحدا، طولها 170 سم، ومقاييسها الأخرى 33 - 22 - 34 خط الصدر وخط الوسط وخط الردف، وهي المقاييس الذهبية..

هيدي لامار ممثلة نمساوية، عندها طموحات غريبة.. أن تكون فاتنة الدنيا، فكانت. وأن تكون مخترعة، فكانت. وبعض العلماء يرون أنها المخترع الحقيقي للتليفون المحمول، وأنها سجلت ذلك في أميركا، وأنها سجلت اختراعا آخر هو تحريك الطوربيد باللاسلكي.. ولكن أحدا لم يأبه لهذا الاختراع الذي سجلته، ولكن بعد سنوات اكتشفوا أنها كانت سابقة لزمانها، وقد فكرت في تحريك الطوربيد عندما تزوجت رجلا يبيع السلاح، تزوجت ست مرات، وفشلت في ذلك.

أما الفيلم الذي جنّنت به الدنيا فهو «شمشون ودليلة»، وقامت بدور دليلة سنة 1949، ولا يخجلني أن أقول إنني رأيت هذا الفيلم كل أيام عرضه في مصر، وكنت أسافر سرا إلى بلاد كثيرة لأراه أيضا.

وقد ظهرت في أحد الأفلام عارية تماما، وكان ذلك ثورة.. الفيلم اسمه «الفتنة». وتزوجت رجلا كان يغار عليها. وقام هذا الرجل بجمع الفيلم من كل مكان. ولم تبق إلا نسخة واحدة استحال عليه أن يستردها وكانت هذه النسخة عند الزعيم الإيطالي موسوليني.

أما نهاية هيدي لامار فهي نهاية كل الجميلات جدا.. هي ومارلين مونرو.. نهاية حزينة، كبرت في السن وانحنت وانكسرت، وحاولت السرقة من المحلات، ودخلت السجن، وساءت حالتها بسبب الإدمان واختفاء الناس وتنكرهم لها.

وحدث لها ما أجد صعوبة في ذكره؛ فما زلت مفتونا وغير قادر على أن أحكي ما يسيء إليها أكثر من ذلك، وماتت في نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 2000 عن 86 عاما، يرحمها الله بقدر ما أسعدتني ومئات الملايين في كل مكان، بكيت عليها؟ والله بكيت!