ملايين سعودية

TT

27.163.977 نسمة، هو العدد الإجمالي لسكان السعودية وفقا للنتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن التي أعلنتها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية مؤخرا.

حملة التعداد السكاني والإحصاء استغرقت فترة مديدة من التحضير والعمل الميداني، تخللتها مواقف ومفارقات كثيرة لجوالي الإحصاء، نشرت الصحافة السعودية طرفا من هذه الطرف.

عدد السعوديين من هؤلاء السبعة والعشرين مليونا هو 18.707.576 نسمة. وتقريبا نصف الشعب من الذكور والنصف الثاني من الإناث، مع زيادة طفيفة للذكور، بلغ عدد الذكور من بين المواطنين السعوديين 9.527.173 نسمة، أي ما نسبته 50.9%، وبلغ عدد الإناث 9.180.403 نسمة، أي ما نسبته 49.1%.

لكن الأرقام الأولية المعلنة لم تشِر إلى معلومة هامة، وهي نسبة معدلات الأعمار، حتى نتعرف على الشرائح السنية المكونة للسكان السعوديين. قد نعرف ذلك في الأرقام التفصيلية لاحقا.

أهمية التعرف على نسبة الشباب السعوديين، بشكل رسمي موثق، تكمن في التعرف على اتجاهات التفكير والرأي وطبيعة المزاج السائد، وتوزع هؤلاء الشباب بين المدن الكبرى أو الأرياف. ومن لا يعرف الإحصاء والأرقام فإنه حتما سيمشي على أرض زلقة ويخبط في الظلام خبط عشواء، قد توضع خطط تهمل مصالح وظروف النسبة الأكبر لصالح شرائح أقل عددا وتأثيرا، بسبب عدم أخذ الأرقام والإحصاء بعين الاعتبار أثناء وضع الخطط التنموية العامة.

أمر آخر، قد يرى البعض أن هذه الأرقام ليست كبيرة قياسا بمساحة السعودية الهائلة، لكن هذا الأمر قد يكون مضللا في فهم أهمية أو حتى خطورة الضغط البشري السكاني. المشكلة ليست في وجود مساحات شاسعة من الأرض، المشكلة في توفر الموارد الحياتية الطبيعية، يكفي فقط أن نشير إلى مشكلة المياه، فالسعودية من أفقر بلدان العالم في المياه، وتعتمد بشكل كبير على المياه المحلاة من البحر. ناهيك بمشكلات أخرى تتعلق بالتوزيع السكاني وفك التكدس في المدن الكبرى، إضافة إلى التعليم والصحة وغير ذلك.

يظل البلد يملك ثروة عالمية هائلة من موارد النفط، لكن يبقى أن الاستفادة الحقيقية تكون في الاستثمار في البشر وفي عقول البشر، وهذا ما تبشر به بعض المشاريع التعليمية مثل جامعة الملك عبد الله.

الرقم الأخير للسكان في السعودية قد يكون باعث فرح إذا ما كان حافزا على العمل من أجل أجيال جديدة، ولكن إذا لم يرافق هذا الرقم جديد في العمل فهنا قد نكون أمام مصدر قلق.

في الأخير المهم كيف نستثمر في البشر وليس أن نحصيهم فقط.

[email protected]