حينما يتفهم الوزير آلام المبتعثين

TT

المقال الذي نشره وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عبد العزيز خوجه بعنوان «رسالة إلى المبتعثين»، تضمن خطابا راقيا، ومختلفا، وواعيا، وهو يبدي فيه تفهمه للألم الذي يشعر به المبتعثون جراء قيام بعض المواقع الإلكترونية والمنتديات والصحف ببث أخبار كاذبة عن المبتعثين والمبتعثات، وبسبب الانتقادات التي وجهت لبرنامج الابتعاث من طرف بعض الأقلام الصحافية وبعض المثقفين والمختصين، ورغم هذا ظل متمسكا بمبدأ اختلاف الرأي، وقال: «إننا لا نستطيع أن نجمع الناس على رأي واحد، فاختلاف الآراء ركن خفي لكوكب الأرض والحياة عليه».

الحقيقة أن الوزير الخوجه يوما بعد يوم يؤكد أنه وزير ثقافة وإعلام بمواصفات دقيقة، تتناغم مع إيقاع العصر، ومتغيرات الزمن، فالوزير واجه الكلمة بالكلمة، ولم يلجأ إلى مصادرة آراء المنتقدين، ومنع أصحابها من الكتابة، وهي الأساليب التي عانتها الصحافة في مرحلة ما، كما عانتها ثقافة الحوار، وبمثل هذا الأسلوب الناضج يمكن أن ترتقي الثقافة، وتتحقق حرية الإعلام.

لقد ناقش الخوجه في مقاله الشائعات التي تنسجها بعض القوى الخفية، والتي يطفو عدد منها على سطح بعض المواقع الإعلامية، ومن هذه الشائعات الكاذبة وأخطرها، ذلك الخبر الذي تداولته الكثير من منتديات الإنترنت من أن فتاتين سعوديتين مبتعثتين اعتدتا على زميلتهما في إحدى الجامعات الأميركية لارتدائها الحجاب، واتضح في ما بعد أن القصة بأكملها من نسج خيال مريض له أجندته، وأغراضه الملتوية لتشويه صورة الابتعاث والمبتعثين، بإظهار الفتاتين، وقد تأثرتا بالثقافة الغربية إلى درجة الاعتداء على زميلتهما لفرض الثقافة الغربية عليها بالإكراه، ولن يتوقف سيل هذه الشائعات ما دام أنصار الانغلاق، يخافون الابتعاث، ويرتعدون منه.

جميل أن يقول الوزير لأبنائنا المبتعثين: «أكتب اليوم لكم، لأنني مستاء كما أنتم مستاؤون، ومتعجب أكثر منكم من الحملة التي يشنها البعض على مشروع الابتعاث بطريقة بعيدة عن الموضوعية»، فمن المهم أن يشعر أولئك الأبناء بأن تلك الأصوات القليلة - التي تحاول التشكيك في المبتعثين وفي مشروع الابتعاث - لا ينبغي أن تفقدهم الثقة بذواتهم، أو تسرق الأمل الذي يعقده الوطن على تعليمهم، فهم إشراقة الغد، والمستقبل المنتظر، وسنرى خلال أعوام عودة قوافل المبتعثين، تحمل علوم الشرق والغرب، لتصهر مكتسباتها في بوتقة الوطن، وعجلة تنميته، ومسيرة تقدمه، والغد لناظره قريب.

[email protected]