مبروك عليكم شهر رمضان

TT

بما أننا دخلنا في شهر رمضان المبارك فقد قررت طائعا لا مجبرا أن أربّط بالأغلال أقدام عفاريتي طوال هذا الشهر الفضيل، محتسبا وداعيا للباري جل وعلا أن يكلأ أعين المسلمين بالرزق والحلال، وأن يذهب عنهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يمحو من حياتهم الجهل والفقر والمرض، وأن يبوأهم المكانة العالية التي ارتضوها لأنفسهم.

ودون مبالغة؛ لقد تحولت بقدرة قادر ابتداء من اليوم إلى حمامة سلام مهيضة الجناح، لا هم لي إلاّ توزيع صدقات التحيات والابتسامات على كل من أقابلهم من البشر وأشباه البشر، وذلك إلى آخر يوم من الشهر الفضيل، وبعدها لكل حادث حديث.

غير أن ما قض مضجعي حقيقة، وأطار النوم من عيني هو رسالة أتتني وأوقعتني في (حيص بيص)، ولا أدري إلى الآن هل أعمل بها، أم أرميها في صندوق النفايات؟! وأخشى ما أخشاه لو أنني رميتها فقد تحل عليّ لعنة لم أتوقعها، وأنا بيني وبينكم لست بناقص لعنات، ففيّ ما يكفيني، لهذا قررت وأنا بكامل قواي النفسية لا العقلية أن أعمل بها وأنشرها على الملأ لكي لا يصيبني لا سمح الله أي مكروه، والرسالة، كما تزعم هي، آتية من الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول عليه أفضل السلام، وهي تقول لي بالحرف الواحد:

«إن الوصية رآها الشيخ أحمد وهي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاه في منامه وأخبره إبلاغ الناس موت 40 ألفا من الناس هذا الأسبوع ميتة الجاهلية، وأن القيامة قربت، وأن نجمة واضحة تظهر في السماء، وأن الشمس ستقترب من الرؤوس ويرفع القرآن من الأرض».

كما أخبره في منامه أن الإنسان إذا نشر الوصية بين المسلمين فسيحظى بشفاعته يوم القيامة، ومن اطلع عليها ولم يعطها اهتماما أثم إثما كبيرا، كما حلم يوم الاثنين أن من نشرها ثلاثين ورقة أو رسالة بين المسلمين أزال الله همه ووسع رزقه خلال 40 يوما، ويقول الشيخ المزعوم: «إن أحدهم نشرها فرزقه الله 96 ألفا من المال، وإن شخصا كذبها، ففقد ولده في نفس اليوم، فالأمر ليس لعبا ولهوا، أن ترسل نسخا من هذه الوصية بعد 96 ساعة من قراءتك لها». انتهت الرسالة، وما انتهيت، والحمد لله أنني بلغت عنها قبل أن تنتهي 96 ساعة من قراءتي لها، أملا مني بأن لا يخرجني الله من رحمته، وأن يزيل همي، ويوسع رزقي خلال 40 يوما أو أكثر، وما ذلك على الله بعزيز.

ومن حسن حظي أن نشري لها يتعدى بكل تأكيد الثلاثين ورقة، لهذا أنا في (السيف سايد) والحمد لله.

ولكن الذي أقلقني ولم يجعلني مرتاحا كما يجب هو تساؤلي: (إشمعنى) يعني 96 ألفا من المال تحديدا، ولم يكن 70 مثلا أو 98، هل هناك حكمة أو لغز أنا لا أفهمه؟!

ثم ما هي هذه الستة والتسعين من الرزق، هل هي (96) ألفا أم مليونا؟! وهل هي بالدولار أم باليورو أم بالقرش؟!

هذه الأمور جدا مهمة عندي، لكي أحدد بعدها خطتي وأهدافي ومشاريعي، ويا ويلك أيها القارئ لو لم ترسل منها ثلاثين ورقة، فذنبك على جنبك.

[email protected]