وجاء ينصحنا عن مضار السحور!

TT

في رمضان.. كانت العادة أن نتناول الإفطار كل يوم عند واحد منا.. وجاء الدور على أستاذنا توفيق الحكيم.. وقد تضايقنا للعدد الكبير الذي يريد أن يرى ما الذي سوف يفعله الحكيم؟ وفشلت كل المحاولات في إنقاص العدد خوفا على جيب توفيق الحكيم.. وكان الحكيم يسأل من حين إلى حين: كم عددنا الآن؟

فإذا سمع الرقم مال على عصاه وراح يدق بها الأرض، ولم تطاوعه الأرض فتنفتح وتبتلعه حتى لا يدفع هذا المبلغ الكبير. ثم إن الإفطار سوف يكون في أحد الفنادق الكبرى.

وكنا نتوقع أن يجد توفيق الحكيم حلا.. أو وسيلة للتخلص من هذه العزومة، ورفض أن يشاركه أحد. ويدق الأرض بعصاه، ولا تنشق الأرض عن عفريت يقول: شبيك لبيك عبدك بين يديك.

وفي آخر لحظة اقترح توفيق الحكيم أن يكون سحورا.

فاعتذر بعضنا لأنه لا يتناول سحورا. وأسعده ذلك، وظل يتحدث عن مزايا الإفطار وعيب السحور لأننا نتناوله وننام وهذا غير صحي.. ولكن كان هناك إصرار على السحور على حساب توفيق الحكيم. وحاول الحكيم أن يجعل السحور في أي مكان غير الفنادق الكبرى.. وسأل عن السحور، فقيل له: فول وزبادي وبس.. ولكن البعض رأى أنه يتناول السحور كالإفطار لأنه لم يفطر، أي لحوم ومعكرونة وملوخية وبعض الحلوى وكثير من الشاي بالنعناع.

وفوجئنا بطبيب متخصص في الأغذية ينصحنا بأن النوم الصحي هو أن ننام بلا سحور، أي أن ننام خفافا، وخاصة كبار السن. فعدل عن تناول السحور نصف الحاضرين!

ولما سألنا عن هذا الطبيب، عرفنا أن توفيق الحكيم قد أتى به.. وأن هذا الصديق الطبيب هو الذي سوف يدفع تكاليف السحور رفقا بتوفيق الحكيم.. فأغاظنا جميعا..

وضحك علينا توفيق الحكيم!