ولما لم يصدقوه قتلوه!

TT

حكاية غريبة يرويها المؤرخ المصري الشيخ عبد الرحمن الجبرتي، فيها الكثير من السخرية من الدراويش الذين سوف نراهم كثيرا في شهر رمضان المبارك حول أضرحة الأولياء في كل العواصم والمدن العربية..

يقول الشيخ الجبرتي إن شخصا كان مريضا، وزاد مرضه، فأصبح ينطوي على شيء من العنف. كان له أخ.. هذا الأخ أبعده عن الناس حتى لا يسيء إليهم وإليه. ولما سألوا الأخ قال إنه مريض.. ويبدو أن له كرامات.. وأنه لا يريد أن يلتف حوله الناس ويرهقوه بمطالبهم. وانتشر بين الناس أن له كرامات. والتف الناس حول البيت وطالبوا بإطلاق سراح الأخ المبارك. فأطلق سراحه. وتركه للناس يلتفون حوله ويطلبون منه البركات. وكان يقول وكان الناس يفسرون ما يقوله على هواهم. وآمن الناس بأنه بالفعل مبروك، وأنه مكشوف عنه الحجاب.. وكل واحد يروي حكاية ورواية. وأصبح من المستحيل أن يصدق الناس أخاه الذي يقول إنه مريض.. إنه لا يدري ما يقول.. إنه ليس مبروكا.. إنه كذاب نصاب!

وكانوا يقولون إنها مأساة قابيل وهابيل.. إنه يغار من أخيه ويحقد عليه. فالألوف يعرفونه ويلقون بالفلوس تحت قدميه فلا تمتد له عين ولا يد. إنه زاهد في الدنيا.. عينه على الآخرة ونعم المصير.

ولما حاول الأخ أن يشرح للناس الحقيقة لم يستطع. فحاول. فهجم الناس عليه وقتلوه!

وفي دراسة لوزارة الأوقاف المصرية تبين أن 70% من «الأولياء» المزعومين لا علاقة لهم بالدين، بل إن بعضهم من اللصوص والنصابين، وبعضهم أناس عاديون أرادوا أن يكون لهم ذكر بعد وفاتهم.. وقد كشفت عن أضرحة ليس بها رفات لأحد..

وفي بداية حياتي الصحافية أتينا بحمار ودفناه، وأقمنا عليه ضريحا، ورحنا ندعو له بين الناس، وصدقونا.. ثم كشفنا هذه الصدمة الشنيعة!