** إذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن مسلسل «عايزة اتجوز» يمكن الحكم عليه من حلقته الأولى بأنه مسلسل فاشل بامتياز، رغم وجود الممثلة الرائعة والمتألقة والمميزة هند صبري على رأس فريق التمثيل فيه، فالمسلسل ينطلق من فرضية ساذجة بأن كتابا بعنوان «كيف تصطادين عريسا؟»، يقلب الدنيا رأسا على عقب، ويمكن «العوانس» من اصطياد «العرسان»، وتبقى الجميلة هند صبري «بايرة»، لأنها لم تستطع أن تحصل على نسخة من الكتاب، وأن عليها أن تنتظر سنوات، ريثما تتمكن من الحصول على نسختها من الكتاب، ولا بد من أن يكون المشاهد «مؤجرا دماغه» لينتظر أو يتفاعل 30 ليلة مع مسلسل، تكون بدايته على هذا النحو من السذاجة والبلادة، فهند صبري لا تستطيع أن تصلح ما أفسدته المقدمة الأساسية للقصة.
** بعد أن أصبح الممثل يحيى الفخراني علامة من علامات الدراما الرمضانية، فإن إطلالته هذا العام عبر المسلسل الأعلى تكلفة «شيخ العرب همام» يكفي لأن يجعل المسلسل على مائدة اهتمام المشاهدين، وموضوعا لأحاديثهم. والمسلسل يتجه مع موجة المسلسلات التي تتخذ من صعيد مصر مسرحا لها، وأخشى أن يغرق كما غرقت مسلسلات غيره في قضايا الثأر والدم، وكأن «الصعيد» موطن كثير من القبائل العربية، الذي لعب أدوارا عظمى في تاريخ مصر، ليس فيه ما يقدم سوى هذه الصراعات.
** يستحق الفنان فايز المالكي التهنئة الصادقة على تخلصه من شخصية «مناحي» التي ظل داخل جلبابها عددا من السنوات، حتى تحولت إلى سجن لموهبته، وإمكانية تطورها، وانتقالها إلى آفاق أخرى، فهو في مسلسله الجديد «سكتم بكتم» الذي يقدمه التلفزيون السعودي هذه الأيام يتحرر من سجن «مناحي»، وإن ظل أسير الكثير من حركاته، ولزماته السابقة. وفي كل الأحوال، فإن فايز المالكي موهبة فنية بالفطرة، ولست أدري إلى أي حد يمكن أن تسهم ثقافة فايز في رعاية هذه الموهبة وتعهدها.
** ويبقى الحديث عن ناصر القصبي، وعبد الله السدحان، و«طاش» حديثا مكررا ومعادا، فـ«طاش» استطاع في زمن ما أن يطرق بعض المسكوت عنه من قضايا المجتمع، فأسس لقاعدة عريضة من المشاهدين، ولكن هذه القضايا التي اعتاد أن يطرقها «طاش»، هي اليوم على قارعة الصحف، والمقالات، والروايات، ومنتديات الإنترنت، وأحاديث الناس، أي إنها لم تعد خصوصية من خصوصيات هذا العمل الرمضاني، الأمر الذي سيصعب مسؤولية فريق العمل بحثا عن جوانب تميز جديدة، وهذه الإضافات ستحدد استمرارية جماهيرية «طاش»، أو تراجعها، فمن يراهن على المستقبل؟