ولا يزال البحث جاريا!

TT

لا أحد على كوكب الأرض يشكو من العطش.. ولا أحد قد نشف ريقه، وإنما سوف يحدث ذلك يوما ما.. بعد ألف، بعد عشرة آلاف سنة. لذلك اتجهت كل الأقمار الصناعية والمراصد المدارية تنظر وتصور أعماق الكون بحثا عن «قطرة ماء».. فإذا كان الماء كانت الحياة.. ولم نجد مكانا نستطيع أن نطفش إليه الآن سوى القمر وكوكب المريخ.. أما القمر فلن يعيش فيه أو عليه أو تحته أحد، وإنما سوف يكون نقطة قفز إلى كواكب أخرى. والحياة على المريخ صعبة جدا، لكن سوف نصل إلى المريخ ذهابا وإيابا في هذا القرن، وفي نصفه الأول.. هكذا قرر الرئيس أوباما.. تماما كما أعلن الرئيس كيندي أن أميركا سوف تذهب إلى القمر وتعود سالمة - وقد حدث!

آخر ما اهتدت إليه المراصد الفلكية - مرصد كبلر - اكتشاف مجاميع هائلة من النظم الشمسية.. أي كواكب تدور حول نجم، وعددها 1200. لكن هيئة الفضاء الأميركية اختارت 700 من بينها.. ووجدت فيها 150 منظومة.. ولاحظت أن بين هذه المنظومة كواكب في حجم الكرة الأرضية، لكنها تسير بسرعة. ولاحظ العلماء أيضا أن هناك ثلاثة أنواع من الكواكب: كواكب مغطاة بالماء.. وكواكب مغطاة بالجليد.. وكواكب لها جو من الغازات السامة التي تستحيل معها الحياة.

وليست هذه إلا النظرة الأولى.. لكن سوف يقضي العلماء وقتا طويلا في دراسة الصور التي بعث بها المرصد المداري كبلر.. وفي الوقت نفسه صدرت الأوامر إلى المرصد الكبير (هابل) فاتجهت عدساته إلى المواقع نفسها، وبعثت بصور تؤكد صحة ما اهتدى إليه العلماء. لكن سوف يمضي العلماء في بحثهم عن نقطة ماء.. عن إمكانية لحياتنا أو حياة حضارات أخرى سبقتنا.. ولا يزال البحث جاريا.