.. وما زلت أحلم بالعثور على قبر كليوباترا!

TT

رحلت كليوباترا انتحارا بسم الأفعى كي لا تقع أسيرة في يد غريمها أوكتافيوس.. ليطوف بها ذليلة في شوارع روما.. وعاد أوكتافيوس إلى روما وعلى رأسه إكليل النصر ويطوي التاريخ صفحة كليوباترا آخر ملكة مصرية غيرت في تاريخ البشرية.

ولقد حاولت أن أفتش بين الآثار اليونانية الموجودة لدينا في مصر كي أعرف ماذا تركت لنا كليوباترا من آثار.

وكانت المفاجأة أنه رغم ما قد يظهر من انشغالها بأمور الحب والحرب والمؤامرات، فإنها تركت لنا العديد من الآثار، منها معبد يسمى القيصرون تخليدا وتكريما ليوليوس قيصر.. ويذكر المؤرخون القدماء أن هذا المعبد كانت تقف أمامه مسلتان عرفتا باسم «مسلتا كليوباترا»، وقد قطعهما النحاتون القدماء من محاجر الغرانيت الشهيرة بأسوان، ومثل هذه المسلات كانت تقام في مدينة الشمس المعروفة حاليا بـ«هليوبوليس» أو مدينة «المطرية» حاليا، وقد وضع الفراعنة هذه المسلات أمام معابد الشمس، وبعد ذلك تم نقلها إلى مدينة الإسكندرية بواسطة الملوك البطالمة والأباطرة الرومان من بعدهم.

وبعد رحيل كليوباترا أعاد الإمبراطور الروماني أغسطس بناء المعبد وتحول بعد ذلك إلى كنيسة خلال العصر المسيحي ونقلت إحدى المسلتين إلى إنجلترا عام 1877 لتزين نهر التيمس، ورحلت أختها إلى مدينة نيويورك لتوضع في سنترال بارك بالقرب من متحف المتروبوليتان.. إضافة إلى العديد من التماثيل ورؤوس التماثيل التي تنسب إلى الملكة كليوباترا.

ولكن الغريب أنه لا يوجد تمثال واحد يحمل اسم الملكة، وإنما جاء نسب هذه التماثيل من خلال كتابات المؤرخين.. أما الصورة التي من المؤكد نسبها إلى الملكة كليوباترا فهي التي نحتت على جدران معبد الإلهة حاتحور بدندرة في صعيد مصر وتظهر الملكة واقفة ومعها ابنها قيصرون، وذلك على الجدار الجنوبي للمعبد من الخارج.. وهناك أيضا مقصورة استراحة للمركب في معبد «جب» بمدينة قفط، وكذلك بيت الولادة بمعبد دندرة، ولوحة بمتحف اللوفر تحمل اسم «كليوباترا السابعة».

أما السؤال المحير حقا فهو: أين مقبرة كليوباترا؟ والإجابة عنه صعبة وتحتاج إلى جمع الكثير من المعلومات وتحليلها، فنحن نعرف أنها بنت قصرا رائعا جميلا بالحي الملكي بالإسكندرية وبجواره بنت مقبرة لنفسها بالقرب من معبد الإلهة الأم إيزيس.. وقد قمت مع بعض الغطاسين المعروفين بانتشال العتب العلوي لمعبد إيزيس، الذي تحدث عنه المؤرخون، وأكدوا وجوده إلى جوار القصر والمقبرة.

إلا أنه من المؤكد أن كليوباترا قد احتاطت كل الحيطة والحذر عند اختيار مكان مقبرة مارك أنطوني ومقبرتها، وبينما يؤكد بعض العلماء أن مقبرة كليوباترا تقع الآن أسفل مياه البحر المتوسط، فإن الأمل لا يزال قائما في أن تكون الملكة قد قامت بتدبير مكان سري غير معروف لكي تدفن فيه مع حبيبها مارك أنطوني.