معانقة (الغيلان)

TT

عندما كتبت المقال المعنون بـ(أصحاب اللحوم المسمومة)، وقف بصفي البعض فيما ذهبت إليه، وعارضني بل وهاجمني البعض الآخر، وهذا أمر طبيعي ومقبول.

فقط أريد أن أصحح لبعض الإخوان وهم: عبد الغفار بخيت، وطلال الزهراني، ومحمد الحربي، الذين اعتقدوا أن كلامي يشمل جميع الدعاة، لهذا أقول لهم إنني لم أعمم، وأكبر دلالة أنني بدأت أول سطر في مقالتي تلك بأن ذكرت بالحرف الواحد: «إن لدي حساسية مفرطة تجاه (بعض) الدعاة»، إذن أنا لم أعمم، ولست ظالما ولا غبيا ولا مستهترا إلى هذه الدرجة حتى أشمل الجميع بحساسيتي تلك، فمن الدعاة من ننهل من علمه، ونعجب بمنطقه، ونأنس لتواضعه.

ولا شك أنكم لاحظتم أنني كررت كلمه (بعض) مرات كثيرة، وذلك بسبب قناعتي التامة بمبدأ (النسبية) التي لا يمكن أن أحيد عنها، فالحقيقة وهى الحقيقة تظل (نسبية)، فهل هناك عدالة أكثر من هذا؟!

أعود لموضوع الدعاة، وها هو الأخ على التميمي يذكر عن أحد الدعاة (المتكسبين) - ولا أريد أن أسميه - وهو يقول عنه: «إنه أخذ يكرر ولأربع مرات متتالية طالبا من المقدم التلفزيوني أن يعمل استفتاء ليثبت له أن معجبيه أكثر من معجبي منافسه»، تماما مثلما تفعل (بعض) المحطات عندما تعمل استفتاء لتعرف أي المعجبين أكثر بمحمد عبده أم بكاظم الساهر مثلا؟! ولا أريد أن أضرب مثلا بأسماء أخرى خوفا من أن أجرح بها صيام (بعض) القراء لا كلهم.

أما الأخ نايف أبو ساق فقد قال إن ما ذكرته هو: «الكلام الحق في الوقت الخطأ».

ولا أدري ما هو الوقت الخطأ!! خصوصا أننا نشاهد ونلمس الزمن وهو يجري بنا وأمامنا من دون أن يتوقف ولا للحظة واحدة.

أما الأخ سعد الماضي فيبدو لي إما إنه خائف علي أو مشفق عندما قال: «يا ويلك منهم»، وأرد عليه بكل مودة قائلا: دعهم يأتون إلى حدي وأعاهدك أنني سوف آخذهم بالأحضان حتى لو كانوا من (الغيلان).

***

نصيحة مجانية أقدمها بصدق وأعتقد أنها في محلها نوعا ما، وهي:

لا ترتفع أيها الإنسان أمام المتواضعين، وفى الوقت نفسه عليك ألا تتواضع أمام المرتفعين. أنا أعلم أن تلك النصيحة لو أخذت بها قد تكلفك كثيرا، لكنني قلتها وأمري لله، وذنبك أنت على جنبك.

وهناك كلمة بسيطة لا بد أن أقولها رغم أنها خارجة عن الموضوع قليلا، وهي أن للحاكم المستبد سلطان على الأرض التي يملكها أكثر من أي شخص آخر، هذا أمر مؤكد ولا يختلف عليه اثنان، لكن سؤالي المتواضع هو: هل يستطيع ذلك الحاكم بكل جبروته أن يوقف (عطسة) داهمته على حين غرة؟!

[email protected]