الشيخ الذكي.. والشيطان المغفل

TT

لكي أتدارك نفسي وأقطع الخط على كل من يريد أن يصطاد في الماء العكر، لا بد أن أقول مقدما إنني أؤمن بكل ما جاء به القرآن الكريم ابتداء من السحر حتى الشياطين، وهذه بديهة لا تحتاج إلى برهان. لكنني في الوقت نفسه أرفض جملة وتفصيلا كل الشعوذة والمشعوذين.

قبل أيام مررت على مكتبة أحد المطارات قبل صعودي إلى الطائرة، وإذا بي أجد كتيبا أنيقا بعنوان: حوار مع الشياطين، ولكي أتعلم وأعرف كيف يكون ذلك الحوار اشتريت الكتاب سريعا (فَعلَّ وعسى) أن أحظى وأتشرف في أي يوم من الأيام بإجراء حوار حتى ولو مع أي شيطان صغير، وأعدكم ساعتها بأنه لو تم لي ذلك سوف أكتبه وأنشره لكم بكل حذافيره.

وفي الطائرة ومع المطبات الهوائية العنيفة بدأت أقرأ، وأقتطع لكم الآن حوارا مقتضبا من عشرات الحوارات مع عشرات الشياطين التي أجراها الشيخ (صيام) مؤلف ذلك الكتاب، والغريب أنني لم أجد ولا شيطانة أنثى بينهم، وعلى فكرة فالشياطين الذين حاورهم الشيخ كلهم لهم أسماء، فمنهم بهلول، ومتروك، ومرتاس، بل إن منهم خواجات إنجليزا وفرنساويين وألمانا، مثل باتري، وأنتون ماري، وفيليب، ولا تسألوني كيف تمت تلك الحوارات بين ذلك الشيخ الأزهري وبين هؤلاء الشياطين الخواجات، وهل الشيخ يحاورهم بلغاتهم أم أن ثمة مترجما بينه وبينهم!!

يقول الشيخ، وهو بصدد إخراج شيطان من امرأة تلبسها «قلت له: اخرج يا لعين. قال: لن أخرج، وأنا معي أربعة عشر من حراس الجن. قلت له: ولو أن معك جيشا عرمرما من أمثالك فسوف أسيطر عليهم بقوة الله القاهر. فقال: حتى لو خرجت الآن فسوف أعود إليها.

وانصرف عنها فعلا، فاستغللتها فرصة، وأتيت بكوب ممتلئ بالماء وقرأت فيه آية الكرسي وخواتيم البقرة والمعوذتين، ثم نفثت فيه، ووضعته بجواري، وعندما رجع الشيطان مرة أخرى قلت له: أنت جبان وحقير وضعيف وذليل، والدليل هو هروبك من المواجهة. فقال: أصارحك بأنني أحبها بجنون. قلت له: ونحن أيضا نحبها. قال: لا لن تحبوها مثلي فأنا حبيبها وعشيقها. عندها سألته: والآن ما هو طلبك؟! قال: أريد أن أتزوجها. فقلت له لكي أخدعه: هذا طلب بسيط سوف نحضر المأذون. عندها انشرح صدره وقال لي: الآن أصبحنا صديقين. فقلت له: والله لقد نشفت ريقي بالحوار معك. وأمسكت بكوب الماء ورشفت منه أمامه رشفة، ثم مددته له قائلا: هون عليك وبل ريقك شوية. فتناول المغفل الكوب وشربه ثم قذف به فجأة وقال وهو يصيح: إن هذا الماء ليس عاديا. وأخذ يتلوى على الأرض أمامي وهو يقول: لقد خدعتني أيها الشيخ، إن هذا الماء مقروء فيه القرآن، وإنني الآن أحترق. قلت له: الآن مت أيها الحقير مثلما يموت الكلب النجس. وأخذت أحمد الله وأمسح العرق الذي تفصد من جبيني، وضربت على كتف تلك المرأة التي ما إن أحست بيدي حتى قامت على حيلها بعد أن كانت طريحة، وأخذت تشكرني، بل إنها زغردت بأعلى صوتها غير مصدقة أنها قد شفيت بعد أن خرج منها ذلك الشيطان اللعين».

ما نقلته لكم هو مثال بسيط مما رواه ذلك الشيخ المتكسب من الأمراض النفسية، والاعتقادات الخرافية التي تعشش في نفوس وعقول بعض الناس.

السؤال هو: هل نحن أمة خرافية؟! وإذا كنا كذلك، فإلى متى؟!

على أي حال دعونا من هذا الحديث الذي يفزع ويغم، وسؤالي الآخر الذي يشرح الخاطر هو: هل تلبست أحدكم يوما شيطانة أنثى (رعبوبة) ويريدها أن تخرج منه؟! إذا كان ذلك فليتصل بي، وسوف أدله على ذلك الشيخ المشعوذ.

[email protected]