جاءت الأم تعلم ابنها فتفوقت عليه!

TT

عن سقراط، فيلسوف اليونان الأشهر، أن الإنسان موهوب. وأن الإنسان عبقري. وكل ما ينقصه هو أن نذكره بذلك. ونبحث عن طريقة للاهتداء إلى عبقريته. وأن التعليم والتربية لا يضيفان جديدا.. وإنما يكشفان عن المخزون من مواهبه.. فنحن لا نعلمه. نحن نذكره فقط.

وقد تأثر بهذه الفلسفة عالم النفس الياباني سوزوكي. ولكنه انتقل بهذه النظرية إلى الموسيقى. ويرى أن كل طفل هو موتسارت وبيتهوفن. ولكنه. ولكننا لا نعرف. ولكي نعرف يجب أن نجرب. والتجربة هي أن نعلمه الموسيقى وننتظر. أن نقول الجملة التي يبدأ بها الجملة الموسيقية ونتركه وحده يكملها. وقد التف حوله الألوف من الأبناء والآباء أيضا. والآباء لا بد منهم. يجب أن يقوموا بدور المدرس في البيت أيضا.. ولكن البروفسور سوزوكي يرى ضرورة أن يرافق الآباء أبناءهم في المدرسة. وأن يكون البيت امتدادا لهم. ومن غير الآباء يصبح الطريق طويلا وشاقا على الأبناء. والمشكلة أن الآباء يتعجلون.. ولهذا السبب كان من الصعب أن تظهر المواهب بسرعة أو بكثرة، لأن المدرس وحده لا يستطيع. ومن دراسة لعدد من البارعين في فن الموسيقى أو علوم الموسيقى نجد أن الآباء كانوا هناك، بل إن بعض الآباء قد جعلوا زوجاتهم يتفرغن تماما للقيام بهذا الدور.. وكتب علم النفس الجديدة في اليابان تحكي قصة أن إحدى الأمهات وهي تعلم طفلها تفوقت عليه، ولم تكن تعرف أن لديها هذه الموهبة، وأن هذه الأم عازفة مشهورة. وإن لم يكن ابنها كذلك!

والفيلسوف سقراط لم يذكر الموسيقى بالذات ولا أي فنون أخرى. فهو يرى أن الشعر مثل الفن، والشعراء كذابون وممنوعون من دخول دولته المثالية. ولكن نظريته أننا لا نضيف وإنما نذكر فتنفع الذكرى.. ونظرية سقراط القديمة وسوزوكي الجديدة التي انتشرت في القرن العشرين لا تزال هي النظرية المثالية في التربية والتعليم..