ويل للمطففين

TT

لا أدري عن هذه البنوك التي تسمى (بالإسلامية)، لا أدري هي تضحك على مين ولا مين؟! وصدق من قال: إن الأفكار تخترعها الذئاب وتستثمرها الأرانب.

هل تعلم يا عزيزي القارئ أن القروض الأكثر تكلفة في العالم هي القروض التي تمول إسلاميا؟! إن كنت لا تعلم فاعلم الآن، وإنني على أتم الاستعداد أن أتحدى بالدليل القاطع أي بنك إسلامي أن يكذب كلامي هذا، بل إنني أذهب إلى أكثر من ذلك بقبولي أي دعوى قضائية ترفع ضدي من قبل تلك البنوك في أي محكمة شرعية أو غير شرعية، أقول كلامي هذا وأنا مطمئن جدا أنهم لن يفعلوا ذلك، لأنهم أجبن من أن يفضحوا أنفسهم على الملأ (شاهر ظاهر).

وللأسف أن هناك (جوقة) من المنتفعين لا هم له إلا ترسيخ كلمة البنوك (الربوية) في أذهان البسطاء، لإبعادهم عنها والتعامل معها، وذلك لكي (يحوشون هم الجمر لخبزهم) مثلما يقال.

إن الضرب على وتر الدين لزيادة الإيداعات في تلك المصارف (الإسلامية) ما هو إلا أسلوب غير نظيف ولا نزيه، وقد فطنت دولة باكستان لذلك التلاعب، وأصدر مجموعة من الفقهاء الذين يخشون ربهم فتوى يحرمون فيها علانية المنتجات الإسلامية التي تقدمها تلك المصارف.

لا بد أن نوضح أن صناعة الصيرفة (بشقيها التقليدي والإسلامي) ما هي إلا واحدة في نتيجتها وإن اختلفت الأسماء، وإذا كانت تسمى في البنوك التقليدية - أو ما يحلو (للهوامير الإسلامية) بنعتها (بالربوية) - أقول: إن تلك الفائدة هي دائما أقل تكلفة من نظيراتها الإسلامية التي أطلقت عليها أسماء كالمشاركة أو المرابحة أو التورق أو المتاجرة، فأصبحت هي التي تمتص دماء المحتاجين دون أي رحمة، وكل ذلك - حسب ادعائها - ما جاء إلا لكي يحارب (الفائدة الربوية)، فأصبحت هي (أسخم)، بل إنها تتبع أسلوب (التطفيف) دون أي خجل، ومثلما يقول أحد الاقتصاديين.

فمثلا لو أردت شراء مائة جنيه إسترليني يكون سعرها 565.89 ريال، أما لو أردت أن تبيعها نفس المائة جنيه في ذات الوقت فإن سعرها 543.786. هذا هو التطفيف بعينه.

والمضحك أن البنوك العالمية قد فطنت إلى هذه اللعبة المربحة، فما كان منها إلا أن تشهر (إسلامها)، وتفتح لها فروعا إسلامية، لكي تقتطع لها جزءا من تلك (الكيكة) الدسمة.

وإذا أردت يا عزيزي القارئ أن تضحك أو تتألم قليلا، فعليك أن تركز معي لتعرف أن تلك البنوك الإسلامية ينطبق عليها المثل القائل (فين أذنك يا حبشي)؟! فهي إذا أرادت أن تحصل على (الفائدة المضاعفة) فهي أولا (تؤسلم المنتج)، ثم:

1- يعرض البنك للعميل بضاعة لشرائها (رز - حديد - مواد بناء) بالأقساط (عبارة عن مبلغ القرض).

2- يرضخ العميل ويوافق لشراء تلك البضاعة من البنك.

3- يقوم البنك بتخيير العميل بين أخذ تلك البضاعة والتصرف فيها، أو توكيل البنك ببيعها.

4- 99.9% من العملاء يوكلون البنك بالبيع، حيث يقوم البنك ببيعها بسعر أقل من سعر الشراء لكي يحسم فائدته من مبلغ القرض.

هل نقول: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم؟!

[email protected]