إسلام أوباما

TT

دائما ما يرفع الغرب شعار أن الدين علاقة خاصة بين الإنسان وربه، وليس من حق أحد التدخل في هذه المسألة، ولكن نجد البعض اليوم يحشر أنفه في شأن الرئيس أوباما، إن كان مسلما أو مسيحيا، وعلى الرغم من تأكيدات الرجل المتكررة بأنه من أتباع الديانة المسيحية، فإن 20 في المائة من الأميركيين يصرون على أنه مسلم، منعته طموحاته السياسية من إشهار إسلامه.

أما انشغالنا العربي بمسألة إسلام أوباما، فلقد سبق الأميركيين، فمنذ أن أعلن الرجل حملته، ونحن نبحث في أصله، وفصله، وجزم أحد رؤساء الأحزاب العربية - ذات بحبحة - بأن باراك أوباما مسلم ابن مسلم، واسمه الحقيقي بركة حسين أبو عمامة، وأن أمه بعد انفصالها من والده حرفت اسمه، وحولته من «أبو عمامة» إلى «أوباما»، ودخل وقتها الكينيون والسودانيون في منافسة حول أصول الرجل، وأثبت أحبابنا السودانيون أن أصول الرجل ترجع إلى قبيلة «ليو» التي سكنت منطقة النيل في جنوب البلاد قبل هجرتها إلى كينيا، وذهب الإندونيسيون إلى أنهم عزوته وناسه، ولهم فيه مثل الآخرين، فلقد عاش بينهم أربع سنوات، في كنف زوج أمه الإندونيسي المسلم، التهم خلالها الكثير من حساء كرات اللحم، والأرز المقلي، وثمار الرامبوتان، و«من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم»، وقد يتساءل البعض: كيف لا يكون أوباما مسلما، وهو الذي يقول: «إن الأذان هو أحد أجمل الأصوات على الأرض وقت الغروب»؟

والحقيقة، غدا حال أوباما في مواجهة الضجة التي تثار حوله أشبه ما يكون بحال المتنبي الذي يقول:

أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصم

وأولى بهؤلاء الناس الذين ينشغلون بأمر الرجل أن يتركوا أمر الخلق للخالق، وسواء أكان الرجل «أبو عمامة»، أو «أوباما»، فالرجل هو ما يعلنه عن نفسه، وهو في النهاية صناعة أميركية «made in USA»، ويخطئ من يظن أن أصول أوباما العرقية أو الدينية ستكون لها شيء من الأولوية في أجندة الرجل، فأوباما جاء ليخدم مصالح الناخب الأميركي الذي ارتقى فوق اختلاف العرق واللون ليختار ابن المهاجر الكيني رئيسا له، وسيظل لذلك الناخب ولاؤه أولا وأخيرا، وللآخرين قبض الريح.

[email protected]