ولكن أحدا لم يستمع إليه!

TT

لا أحد يستطيع أن يحصي عدد الطيور التي أحرقتها نيران الغابات في روسيا. وكلها طيور صغيرة ضعيفة لا تقوى على المقاومة.. ولكنها تحترق في أقل من ثانية هي وصغارها في الأعشاش وعلى الأرض.

وأشهر هذه الطيور طائر صغير اسمه القيق، أزرق وأحمر وأصفر. وهذا الطائر الجليدي أو السيبيري يعيش في روسيا وفنلندا. وإن كانت فصائل أخرى منه تعيش في أميركا في جو أدفأ. ولكنها تبني أعشاشا قوية من أغصان الأشجار وتبطنها بالريش والزغب لتدفئة الصغار. والأنثى تبيض من 3 إلى ست بيضات.. ولا يبرح الأب العش إلا إذا اكتمل نمو صغاره وأصبحت قادرة على الطيران. والأب هو الذي يدفع الصغار إلى القفز من أعلى الأشجار إلى الأشجار الأدنى أو إلى الجليد على الأرض. ويتغذى طائر القيق على اللوز والجوز والصنوبر. ويسحق الحشرات الصغيرة تماما ويخلطها بمسحوق الصنوبر ويحشرها في منقار صغاره.. أما إذا احتاج الصغار إلى ماء فإن الأم تأتي بقطع الجليد وتغطيها بالريش وتنام فوقها حتى يتحول إلى ماء ويشرب الصغار في سهولة ويسر..

وليس من عادة طائر القيق أن يخطف طعامه وشرابه ولا أن يستولي الذكور على الإناث إن عز وجود الإناث..

وقد رويت أساطير كثيرة عن هذا الطائر، ويقال إنه يتنبأ بالأحداث من برق ورعد ومطر وحرائق. فهو يتجمع في عشرات أو مئات ويصرخ في نفس واحد.. وصوته أجش.. هنا يعرف الناس من سكان هذه الغابات الجليدية أن كارثة سوف تقع. ولذلك يستعدون لها.. وطائر القيق هو ترمومتر وبارومتر الحرارة والبرودة والعواصف والحرائق.. ويبدو أنه هذه المرة لم يكد يجتمع ويفتح منقاره حتى التهمته النيران هو وملايين الطيور الأخرى والأشجار وحقول القمح!