نصيحة مجانية أقدمها بصدق، وأعتقد أنها في محلها نوعا ما، وهي:
لا ترتفع أيها الإنسان أمام المتواضعين، وفي الوقت نفسه، عليك ألا تتواضع أمام المرتفعين، أنا أعلم أن تلك النصيحة لو أخذت بها قد تكلفك كثيرا، ولكنني قلتها وأمري لله، وذنبك أنت على جنبك.
وهناك كلمة بسيطة لا بد أن أقولها، على الرغم من أنها خارجة عن الموضوع قليلا، وهي: إن للحاكم المستبد سلطانا على الأرض التي يملكها أكثر من أي شخص آخر، هذا أمر مؤكد ولا يختلف عليه اثنان، ولكن سؤالي المتواضع هو: هل يستطيع ذلك الحاكم بكل جبروته أن يوقف (عطسة) داهمته على حين غرة؟!
***
أوصلت أحدهم وودعته واستقل الطائرة من جدة إلى الرياض، ورجعت بسيارتي إلى منزلي عبر الشوارع المزدحمة، وقبل أن أصل بربع ساعة، وإذا به يهاتفني من تليفونه الجوال يخبرني بأنه قد وصل، وكان هو بذلك أسرع مني، على الرغم من أن المسافة التي قطعها هي أكثر من ألف كيلومتر، في حين أن المسافة التي قطعتها أنا بسيارتي هي أقل من عشرة كيلومترات - عجبي - (!!).
***
ذكر لي أحد الرجال قائلا: عندما تخرجت في الثانوية، ذهبت للدراسة الجامعية في الخارج، وعندما عرضت أوراقي للجامعة قدموا لي استمارة تطلب بعض المعلومات وتطرح بعض الأسئلة، وكان هناك سؤال عن النواحي الإيجابية والسلبية في شخصيتي، فما كان مني إلا أن أجيب عنه بكل صراحة.
قائلا: إنني من الناحية الإيجابية، أكون في بعض الأحيان جديرا بالثقة، مخلصا، متعاونا، ودودا، مجاملا، حنونا، مطيعا، مرحا، مدبرا، شجاعا، نظيفا، وقورا.
أما من الناحية السلبية، فإنني في بعض الأحيان أكون غير جدير بالثقة إطلاقا، وفوق ذلك غير مخلص، وغير متعاون، وغير ودود، وغير مجامل، وغير مطيع، وغير مرح، وغير مدبر، وغير شجاع، وغير وقور.
والغريب أنهم عندما قرأوا إجاباتي أعجبوا بها، إلى درجة أنهم قبلوني رأسا ومن دون تردد، قبل زملائي كلهم.
***
أيهما أصدق، المثل الهندي القائل: إذا كان للكلب مال، قالوا له: السيد الكلب.
أم المثل العربي القائل: إذا كان لك عند الكلب حاجة، قل له: يا سيدي؟!.