ليست الكتاكيت هي السبب دائما!

TT

جاءتني سيدة أميركية في موضوع خاص قبل أن تلتقي الرئيس السادات.. جاءت في موعدها ثم انفجرت باكية.. دموع حقيقية. واحمر وجهها وتشنجت.. ولم أحاول أن أفعل شيئا بعد أن انفجرت. وانطفأت بعد لحظات ثم قالت: ألا ترى خطورة الموضوع الذي يحتاج إلى مقابلة الرئيس؟

ولما حاولت أن أعرف منها أكثر قالت: ليس موضوعا سياسيا.. ففي السياسة أنا معجبة بالرئيس ودعوته الصادقة للسلام. أنت مصر على أن تعرف؟

فقلت لها نعم. فقالت: إنه موضوع يتعلق بالأسماك. وبس!

وقابلت الرئيس السادات. وتحدث هو إليها في مواضيع مختلفة كأنما أراد أن يعرف من بعيد ماذا تريد. فقد وجد الرئيس مئات الأميركان اليهود يطلبون مقابلة في موضوع شخصي ويكون الموضوع خاصا بالسلام.

وكثيرا ما ضحك الرئيس السادات على حكاية الكتاكيت وحكاها عشرات المرات لمن حوله. فقد جاءت سيدة من أستراليا. ولديها مشروع تربية الكتاكيت بطريقة حديثة. وعندها دراسة الجدوى. والدراسة جادة. وقد أشرك الرئيس السادات وزير الزراعة في الحوار. حيث استدعاه أثناء الحوار. وبعد أن عرضت مشروعها واقتنع به الرئيس والوزير توقفت لحظة وسألته: سيادة الرئيس.. متى تقنع الشعب المصري بالتطبيع؟.. هنا انفجر الرئيس ضاحكا إلى درجة أنه تساند عليها ثم تساند على الوزير. ثم جلس وهو يقول: لقد كنت أنتظر سبب هذه الزيارة من أول كتكوت!.. ها ها!

وتكررت حكاية الكتاكيت مرة أخرى مع سيدة من أستراليا.. وعندها دراسة جدوى. ودراسة مختلفة. وعندما ودعها الرئيس قالت له: سيادة الرئيس.. سؤال أخير..

فضحك السادات وقال: هذا ما كنت أنتظر!.. ها ها!

أما الأميركية التي جاءت إلى الرئيس لتستغيث.. فقد لاحظت أن الجنود المصريين يصيدون السمك بالديناميت. والخوف ليس على السمك الذي سوف يموت، وإنما الخوف على الشعب المرجانية الجميلة التي يجيء إليها الناس من كل الدنيا.

وشكرها الرئيس. وانتظر السبب السياسي للزيارة.. فلم يجد شيئا.. فشكرها مرة أخرى!