مناسبة تنشئ وتقوي الصلات وتحسن التفاهم

TT

بصفتي الرئيس السادس والعشرين لمكتب الحرس الوطني أحضر العديد من الاحتفالات والمناسبات الثقافية. وفي الأسبوع الماضي، استضفت تجمعا في منزلي كان بالتأكيد من المناسبات الفريدة من نوعها في حياتي، وفي الوقت ذاته كان لي طبيعيا كتجمع من العائلة والأصدقاء.

وما يجعل هذا الحدث فريدا هو انبثاقه من أصل غني. لقد استضفنا 60 عضوا من أعضاء وقادة الجالية المسلمة مع بعض أعضاء الحرس الوطني في حفل إفطار.

قد يتساءل البعض، لماذا استضفنا حدثا مثل هذا؟ حسنا، من وجهة نظري، هناك أسباب واضحة ومجزية. فمن خلال برنامجنا «الشراكة مع الدولة» أصبح الحرس الوطني وجها مألوفا في العديد من البلدان الإسلامية والبلدان ذات أغلبية مسلمة وبين القادة المسلمين. لدينا 14 دولة من هذه الدول مشاركة في هذا البرنامج. إن استضافة الإفطار في نظري كانت فرصة لبعض كبار قادة الحرس الوطني ليعززوا أهمية المشاركة مع المجتمعات الإسلامية.

واليوم لدينا قوات من الحرس الوطني منتشرة في كوسوفو وصحراء سيناء والعراق وأفغانستان. لقد كان الإفطار وسيلة للتعبير عن مدى تقييمنا لعلاقات الصداقة مع شركائنا المسلمين، هذه العلاقة التي تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. إن الاشتراك في هذا الإفطار يذكرني ويذكر جميع الذين حضروا، المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، بأننا جميعا جزء من أسرة كبيرة، نستحق احترام بعضنا البعض وأننا جميعا نستحق أن نعيش أحرارا من الطغيان والقمع في عالم عادل ومسالم.

يمنحنا شهر رمضان وقتا للتأمل والتفكير وفرصة مركزة لنكون شاكرين لكل ما نحصل عليه ولنعطي شيئا من أنفسنا في المقابل. وفي جوهر هذا الشهر أسس خالدة تدعو للخير والتضحية والرحمة. أعتقد أن هذه المبادئ هي مشتركة بين الناس من جميع الأديان.

جاء الناس للحفل من ثقافات ومعتقدات عديدة وتحدثوا عن العطاء من خلال ما يتلقون وعن كيفية الإعطاء بتقاسم ما نحرم أنفسنا منه. وعن فكرة العزوف عن الروتين اليومي لأجل ممارسة الانضباط الذاتي. وتتدفق هذه الأفكار من صميم رمضان.

لقد احتفلنا أيضا بمآثر المسلمين في أميركا وبمساهمتهم في إغناء ثقافتها، بطرق كبيرة وصغيرة على حد سواء. وفي الواقع، هناك الكثير من الأميركيين المسلمين يرتدون الزي الرسمي للقوات المسلحة الأميركية ويمثلون أفضل ما تقدمه أمتنا هنا وفي أنحاء العالم.

وإجمالا، كان العشاء رائعا وكانت الليلة عظيمة. أنه لمن مدعاة فخري حضور كبار الممثلين من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وكونغرس الولايات المتحدة الذين انضموا إلينا في هذه المناسبة.

كما أنني أشعر بالامتنان العميق ولي الشرف أن العديد من الوجهاء المسلمين هنا ومن المجتمع المحلي وبعض كبار أعضاء أسرة الحرس الوطني انضموا لي. لقد أتينا معا لنتعلم معا ولنحتفل بتعدديتنا وتنوع خلفياتنا التي، في كثير من الأحيان، تجمعنا معا.

لقد عززت استضافة الإفطار اعتقادي بأن علينا جميعا أن نعمل معا للنهوض بالسلام والرخاء ولبناء عالم أكثر رأفة. لقد أغنتني هذه التجربة، وسوف أتذكرها دائما.

* الجنرال كريغ مكنلي، رئيس الحرس الوطني الأميركي