ألف سنة في إغاظة الفرنسيين!

TT

العداء بين الإنجليز والفرنسيين تقليدي.. ولا علاج له ابتداء من الملك وليام الفاتح حتى الرئيس ساركوزي. فعندما زار الرئيس الفرنسي لندن نشرت الصحف البريطانية صور زوجته كارلا عارية.. فهي مطربة وموديل وعارضة أزياء وممثلة..

وعندما احتفلت أوروبا بيوم النصر على ألمانيا تغامز الإنجليز واندهشوا كيف تشارك فرنسا في هذا الاحتفال مع أنهم كانوا يساعدون هتلر ضد الحلفاء.. وعندما تحتفل فرنسا بأعياد الثورة لا تمل الصحف البريطانية الدهشة من الاحتفال بالثورة الدموية التي شنقت الملوك والزعماء والشعب وملأت بهم السجون..

وعندما كانت بريطانيا تحارب الأرجنتين لتسترد جزر فوكلاند، كانت فرنسا تزود الأرجنتين بطوربيد موجه أغرق ثلاث بارجات.. فأسرعت مارغريت ثاتشر تطلب من الرئيس ميتران أن يساعدها بأن يعطيها ما يبطل هذا الطوربيد فأعطاها الشفرة لتوجيه الطوربيد بعيدا عن الأسطول البريطاني. وانتصرت بريطانيا في الحرب وكان رأي ميتران في ثاتشر أن لها شفتي مارلين مونرو وعيني السفاح كاليغولا..

ولاحظ الإنجليز أن الفرنسيين في كل العصور عندهم إيمان مطلق بأنهم أعظم الشعوب وأنهم سادة أوروبا..

والمانش الذي يبعد فرنسا عن بريطانيا عشرين ميلا له عمق بالآلاف - فالخلاف بينهما قائم أبدا..

وإذا ذهبت إلى السفارة البريطانية في باريس فسوف تطالعك صورة القائد ولينغتون الذي هزم نابليون في موقعة ووترلو.. وأنهى أسطورة العبقري نابليون.. والصورة مستفزة للفرنسيين. ولكن الإنجليز يريدون ذلك.. فلا شيء قد تقادم وانتهى.. وإنما حي كأنه حدث بالأمس..

أما الكتاب فعنوانه «ألف سنة في إغاظة الفرنسيين» من تأليف ستيفن كلارك ومن منشورات «بتنام». فهو ممتع حقا وهو الصورة الأخرى للتاريخ في القرون العشرة الماضية.

والخلاصة: اقرأ وتفرج كم معنى وصورة للتاريخ بين الأعداء.. وهو متعة مؤكدة!