الحكومة قادرة والمنطقة تستحق

TT

تعد منطقة الباحة من أكثر مناطق السعودية ثراء بجمالياتها الطبيعية، وخصائصها المناخية، وسكانها أهل وعي، وطموح، ومغامرة، وفي سنوات بعيدة خلت كانوا الأجرأ على الهجرة، فسعوا - من أجل الرزق الحلال - في مناكب الأرض شرقها وغربها، ووصلت أعداد منهم إلى جزر إندونيسيا وماليزيا وبعض مناطق أفريقيا، ومع هذا فهم أصحاب وفاء لمنطقتهم، يعودون إلى ديارهم ولو طال السفر، وكانوا في كل مناطق اغترابهم أهل طموح وتجارة وعزة وكرامة، وهذه الأجيال الجديدة من أبناء المنطقة هم الخلف الجميل لذلك السلف الرائع.

وسكان منطقة الباحة يعيشون اليوم أملا جديدا مع أمير جديد، فقد يتحقق لهذه المنطقة الكثير من أحلامها المستحقة بأن تنشأ على أرضها الكثير من المشروعات السياحية الجاذبة، والمصالح الاقتصادية، والمزيد من المؤسسات التعليمية والمهنية، والارتقاء بالخدمات البلدية والطبية، التي من شأنها تعميق الاستقرار في المنطقة.

ومنذ زيارتي الأولى للباحة قبل سنوات بعيدة، يتملكني الإحساس بأن هذه المنطقة يمكن أن تغدو - بقراها المترامية، وجبالها الشامخة، ووديانها الخضراء، وطقسها الرائع، وأهلها الطامحين - من أهم مناطق الجذب الاستثماري، كما يمكن أن تكون لها حصتها البارزة من السياحة الداخلية، لو تم التخطيط والإعداد لهذه الغاية، وفق أسس علمية دقيقة.

واليوم والمنطقة ترحب بالأمير مشاري بن سعود، أميرا جديدا لها، خلفا لأخيه الأمير محمد بن سعود، فإنها لتتطلع أن يكون غدها أجمل وأعظم وأبهى، فالباحة بمحافظاتها، وبقراها المتجاورة التي تربو على الألف قرية، هي أحد عقود اللؤلؤ التي تزين جيد الوطن، وتستحق أن يكون لها مستقبلها الأكثر إشراقا وبهاء، ويذكر أبناء الباحة إعجاب الرئيس المصري محمد حسني مبارك بمنطقـــتهم، حينما زارها عام 2006 للقاء شقيقه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكيف استطاعت غابة رغدان الفاتنة أن تسجل اسم الرئيس المصري في سجل عشـــــــــــــــاقها.

أعرف أن أهل مكة أدرى بشعابها، وبالتالي فإن أهل الباحة هم الأقدر على تحديد مطالبهم الرئيسية من الأمير الجديد، وإن كنت أتمنى أن تكون منظومة المطالب كافية لإحداث نقلة نوعية مستحقة في المنطقة، فالحكومة حريصة وقادرة والمنطقة تستحق و«تستاهل».

[email protected]