هل صحيح أنها الصدفة؟!

كل شيء بالصدفة.. هذه نظرية.

كل شيء محتمل.. هذه نظرية.

2 + 2 لا تساوي أربعة في كل الظروف..

وكوكب الأرض ظهر بالصدفة. واتخذ مكانا مناسبا للحياة.. هذه صدفة. وظهر الإنسان على كوكب الأرض بالصدفة.. والأرض ليس لها مثيل إلا بين نجوم تبعد عنا مئات السنين الضوئية.. ولا نعرف حتى الآن إن كانت الحياة ممكنة. وإذا كانت ممكنة فهل هي للحشرات فقط أم للإنسان أيضا.. أم أي كائنات عاقلة؟ فإن أمكن، فهذه صدفة أيضا..

وفي اعترافات أستاذنا عبد الرحمن بدوي قال إنه ولد بالصدفة. فقد انطلق على والده عيار ناري فلم يصبه. وعاش ليولد عبد الرحمن بدوي فيلسوفا مصريا بارعا.

وقبل عبد الرحمن بدوي بثلاثين عاما كتبت أنا أيضا أنني ولدت بالصدفة. فقد كان أبي يعمل مأمورا لزراعات عدلي باشا يكن، رئيس الوزراء، وكان لا بد أن يذهب له بالأموال التي حصلها من الفلاحين كل شهر.. فكان أبي يركب حصانه ووراءه ثلاثة من الخفراء مسلحين على ظهور الحمير. وفي ليلة مقمرة اتجه أبي والخفراء وسط حقول القصب إلى محطة السكك الحديدية وكل الناس يعرفون أنه يحمل أموالا إلى الباشا. وفي لحظة فوجئ أبي بالحصان يطلق صوتا من أنفه، مما يدل على أنه رأى أحدا. فما كان من والدي إلا أن قال: السلام عليكم. فرد عليه صوت يقول: وعليكم السلام يا محمد أفندي.

هذا الرجل قتله زملاؤه لأنه أضاع عليهم ثروة. ولكن هذا اللص يؤمن بأن من أعطيته السلام يجب ألا تخونه..

وصديقنا المهندس الكبير د. هشام العيسوي عندما ولد كان ضعيف البنية. وفي ليلة سكت قلب الوليد هشام وقالوا: مات.. وبكوا وصرخوا وأعدوه للدفن.. وتصادف أن جاءت سيدة تبحث عن منديل تنشف دموعها. فوجدت الطفل يحرك ساقيه ويديه ويضحك. فصرخت وأغمي عليها. وأدرك الناس أن الطفل لم يمت وإنما توقف قلبه بضع دقائق. وعاش. وكانت الصدفة! فهل صحيح أن كل شيء قد حدث بالصدفة؟!