الإسلام في أوج قوته

TT

يخطر لذهن الكثيرين أن الإسلام أصبح مهددا ويواجه خطر الإسلاموفوبيا (الهلع من الإسلام والمسلمين). يغيب عن الذهن أن الدين الإسلامي أصبح في الواقع أعظم قوة دينية في العالم الآن ويتجاوز ما كانت عليه شأفته حتى في عز الدولة الأموية التي رفعت رايات «لا اله إلا الله» خفاقة من فرنسا وإسبانيا إلى الهند والصين. يشكل المسلمون الآن ثاني طائفة في العالم (21%) لا يعلو على انتشارها غير المسيحيين (31%)، مع هذا الفارق الكبير وهوان الكثير ممن يعتبرون مسيحيين هم في الواقع مجرد مسيحيين على الورق. وينسلخ عنهم الكثير من يوم إلى يوم. هناك الآن نحو 16% يعتبرون أنفسهم ملحدين. وكل ذلك بينما يزداد المسلمون عددا من يوم إلى يوم وينضم إليهم الناس في كل مكان.

طالما تساءلت ما الذي يشجع هؤلاء الغربيين على اعتناق الإسلام رغم حملة الإسلاموفوبيا؟ عبر بعضهم عن إعجابهم بهذا الدين وتعلقهم به لأنهم وجدوه متمسكا بأساسيات الإيمان ويعطيهم الثقة والتأكيد على الإيمان بالله وأوامره ونواهيه. يقارنون ذلك بما جرى في الغرب من إعادة نظر وتنقيحات متواصلة وصلت إلى حد إنكار وجود جهنم وتعذيب الآثمين والكافرين. وأخذوا يعقدون الزواج بين اللوطيين، بل وتعيينهم قساوسة وأساقفة في الكنيسة. وغدا الزنى حتى بين المحارم شيئا معتادا بل وحقا من حقوق الإنسان. أعجبوا بدين محمد أيضا في احتضانه لكل المؤمنين وأهل الكتاب دون أي تمييز بين الجنسيات والاعراق والألوان.

المسلمون يزدادون عددا باستمرار في الغرب بفضل الهجرة والولادة العالية والاعتناق. ويعتقد البعض أنهم سيشكلون الأكثرية في أوروبا في نهاية هذا القرن. إنهم يشكلون 3.5% في ألمانيا وترتفع النسبة إلى 5.5% بإضافة المهاجرين اللاشرعيين.

بيد أن الكثرة العددية ليست العامل الوحيد في طرحي هذا. النفط الذي يتوقف كل شيء عليه الآن هو «إسلامي». لا يملك غير المسلمين إلا كميات محدودة منه وعلى وشك النفاد. ومن النفط طبعا، جاءت هذه الثروة المالية الهائلة التي هي بين أنامل المسلمين أيضا. أخذ الغربيون يقلقون إزاء أي خطوة تتخذها دولة إسلامية في توظيف ملياراتها. يقال إن من أسباب غزو العراق هو سعي صدام حسين لمهاجمة الدولار الأميركي بتغيير التعامل بالنفط بعيدا عن الدولار. وأخيرا فالعالم الإسلامي يقف جغرافيا على كل مسالك ومداخل ومخارج المواصلات الدولية.

لا تلعب هذه القوة حتى الآن دورا خطيرا في شؤون العالم بسبب حداثتها. لم يتعلم المسلمون بعد كيف يستعملون عضلاتهم على الساحة الدولية. ولكنها مسألة وقت. العائق الوحيد أمام الزحف الإسلامي هو الإرهاب الذي أخذ يثير موضوع الإسلاموفوبيا ويعرقل تحرك المسلمين ويحرمهم من التزود بهذا السلاح الأول، وهو العلم والتكنولوجيا. الإرهابيون هم في الواقع العقبة في طريق الزحف الإسلامي. ولكنهم في عمى عما يفعلون. وهذا هو الدعاء الذي ينبغي أن ينهي به كل مسلم صلاته: «اللهم أنقذ الإسلام من جرثومة الإرهاب واهد كل الإرهابيين لدين محمد الطاهر».