هل أضحك منه.. أم أبكي عليه؟!

TT

هل التبس على أحدكم يوما ما، موقف أصبح فيه محتارا لا يدري هل يضحك منه أم يبكي عليه؟! وحقا مثلما يقال: فشر البلية لا ما يضحك فقط، ولكنه أيضا ما يفقع المرارة أحيانا.

وهذا هو ما حصل لي عندما وقع في يدي كتاب عنوانه: حوار صحافي مع جني مسلم، فكرت أن أرمي به جانبا، غير أن صفة الفضول التي ما فتئت تلازمني، أرغمتني على تصفحه لكي أعرف كيف استطاع أن يتوصل ذلك الصحافي العبقري لجني ويحاوره، وعلمت أن ذلك الصحافي مثلما قال: إن الشغف بعالم الجن قد استهواه منذ يفاعته. ويستطرد قائلا: بعد أن استخرت الله قررت أن أجري هذا الحوار مع ذلك الجني المسلم، وتعددت لقاءاتنا المطولة، وأستميح القارئ العزيز إن ضننت عليه بكيفية اللقاء، لأنه من ناحية لا يفيد، ومن ناحية أخرى حتى لا أسيء لمن أحببت، ومن جهة ثالثة لأن خلق المسلم صيانة السر.

الواقع، إن كلامه هذا قد أصابني بإحباط، ومع ذلك أجبرت نفسي على القراءة وفهمت من ذلك الصحافي أن صديقه الجني المسلم من عائلة جنية محترمة تدعى عائلة (كنجور)، ودار بينهما حوار أقتطع منه بعض الأجزاء لضيق المساحة:

سألته: هل تلبسون ثيابا؟! قال: نعم وهي رائعة ومتعددة الألوان، والأنثى منا محتشمة ومنتقبة. قلت: الكثير من الناس يعتقدون أن إبليس هو أبو الجن، قال: لا هذا غير صحيح، ولكن هل تعلم أن إبليس له مملكة ضخمة، ووزراء، وحكومة، وإدارات كبيرة، وله خمسة مندوبين دائمين هم: (ثبر) و(داسم) و(الأعور) و(مسوط) و(زلنبور)، وله جيوش جرارة منهم ما يسمون بـ(المتسكعين)، ومن هؤلاء من هو مختص بالنصف الأسفل من المرأة المتبرجة، يوسوس لها بالإكثار من الهز (والقصوعة) عندما تسير.

ومملكته تلك تقع في مثلث برمودا، وفيها المدارس والجامعات، وهناك من يتعلم منهم الطب والهندسة والآداب والصحافة مثلكم تماما.

وفيهم المسلم، والبوذي، واليهودي، والشيوعي كذلك، غير أن الجن المسلمين كان لهم مواقف مشهودة في حرب المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال الروسي، وقد حكى لي جني مسلم: عن فرقة من الجن المسلم مكونة من 50 ألف جني فجروا عين ماء لكتيبة مسلمة كانت في حصار ومنع عنها الماء الذي نفد من عندهم، وفرقة أخرى من الجن المسلم تساهم في إشعال الحرائق بالدبابات أو الطائرات السوفياتية.

أما ما يقصه الإخوة العائدون من ميدان الجهاد في ذلك الوقت فهو أضعاف هذا، وأعجب، ولكن ليس هذا مقامه.

أما ألطف ما خرجت به من تلك المقابلة الصحافية أن الجن المسلمين يكرهون الغناء والرقص والمعازف، وهم في أعراسهم لا يضربون إلا على الدف، بعكس الجن غير المسلمين والعياذ بالله، فالمجون يكثر في حياتهم، ونساؤهم على الدوام متبرجات خليعات يطاردن الذكور في الأسواق، ويا ويل الذكر الذي يقع بين أيديهن!

المقابلة مطولة إلى درجة أنها أصبحت كتابا يقع في 173 صفحة.

ضاع وقتي هدرا وأنا أقلبه، ولا أدري هل أضحك منه أم أبكي عليه!

[email protected]