واحتفلوا بالنسخة رقم عشرين مليونا!

TT

الحرب في اليابان واجب ديني مقدس. الإمبراطور أصدر أمرا بالحرب.. فكانت الحرب. أصدر أمرا بالاستسلام فاستسلم ثلاثة ملايين من الجنود في عشرات الجزر النائية في الفلبين.

وأعلنت أميركا نهاية العمليات العسكرية في هذه المنطقة من العالم سنة 1949. ولكن لاحظ الأميركان أن هناك جنودا في الغابات ما زالوا في انتظار العدو. ولا يعلمون أن الحرب قد انتهت. وأظرف هذه القصص بعد الحرب هيرو أوفودا، التي ظهرت على شكل كتاب اسمه «سنواتي الثلاثون» فقد ظل هذا الجندي حاملا السلاح والسيف 29 عاما. وهو لا يعلم أن الحرب قد توقفت عملياتها.

ولأن الحرب مقدسة فلا يمكن أن يستسلم هذا الجندي بالذات إلا إذا سمع أو قرأ مرسوم الإمبراطور بالاستسلام.. فأطلق الأميركان البالونات فوق الغابات وعليها نص قرار الاستسلام بخط الإمبراطور وصوته..

ثم وجدوا أن الحل النهائي هو أن الجندي يستسلم إذا سمع قائده المباشر. فجاءوا برئيسه وأعلن بصوته أن الحرب انتهت وأن الإمبراطور المقدس أمر بذلك.. وفجأة خرج هيرو أوفودا بزيه العسكري والسيف في يده في وضع الاستعداد. واستسلم باكيا لأنه لم يستطع أن يخدم قداسة الإمبراطور وأن يموت من أجله..

وانتقل هذا الجندي إلى العمل في البرازيل في تربية الماشية، وفي سنة 1996 عاد إلى الوطن ليعمل في برامج محو الأمية في الريف. واحتفلت القرية بتأبين أوفودا - وكان كتابه قد وزع النسخة رقم عشرين مليونا. قصة الطاعة التامة والولاء لجلالة الإمبراطور والأسف الشديد على أنه لم يمت فداء له!

وظهرت أفلام يابانية تشيد ببطولة هذا الجندي المخلص للإمبراطور.. وفي أحد الأفلام أحس أولاد هذا الجندي أن فيه قدرا من السخرية مما جعل بعض المشاهدين يضحكون.. ولجأ الأولاد إلى القضاء.. وحكم القاضي بمنع العرض حتى حذف هذا المشهد - وكان الفيلم أميركيا!