إنها أذكى مما كنا نتصور!

TT

فجأة امتلأت الصحف والمجلات بمواضيع ومقالات وتحقيقات عن عالم الحيوان. كأننا نعتذر لهذه الحيوانات عن شيء، عن أننا لم نفهم كيف تفكر؟ ولكن العلماء اكتشفوا أخيرا أنها غلطة تاريخية ونحن ماضون فيها، دون أن نفكر لحظة في إصلاحها.

فليس صحيحا أن الحيوانات لا تفهم. وليس صحيحا أنها بالممارسة تستطيع أن تتقدم وتفهم أكثر. في كل الصحف الأوروبية إعادة لنشر ما كتبته الصحف الأميركية عن القرود والكلاب وأسماك القرش وغيرها من الحيتان بكل أشكالها وأحجامها.

وإذا كان عالم الحيوان يهمك فأنا أنصحك بأن تقرأ لعالم بريطاني ممتع اسمه دزموند موريس.. قد درس سلوك الحيوانات وقارنها بالسلوك الإنساني وخرج منها بنتائج باهرة. وقراءة هذا الرجل أو الفرجة على نشاطه متعة ليس لها نظير.. وإذا استعصى فهم سلوكيات كلبي عدت إلى دزموند موريس وإلى ما كتبه عن سلوك الكلاب.. فإنه الحجة في ذلك.

وتعيد الصحف الأوروبية ما نشرته مجلة «تايم» الأميركية عن الفهم والتفاهم في عالم الحيوان، فقد وجد العلماء أن القردة أقدر على فهم الرموز مما كنا نتصور. وليست القردة فقط وإنما الطيور أيضا.

مثلا نرى النسر الذي يصطاد السلحفاة، فإنه يذهب إلى الجبل ويلقي بها فوق الحجارة لتتحطم ثم ينقض عليها.. ونرى الغراب يلقي بحجر في الماء، ليرتفع مستوى الماء فيتمكن من الشرب، وإذا لم يرتفع الماء بدرجة كافية عاد بحثا عن حجر أكبر - وهذه تجربة لم يعلمها له أحد. كيف؟ هذا هو ذكاء الحيوان الذي لم نكن نعرفه.

ويبدو أن هناك علما جديدا لفهم الحيوانات، أو للاعتذار للحيوانات بكل أشكالها.. ولم نشأ أن نعطيها حرية التفكير والإبداع.. فإذا أعطيناها وجدنا عجبا.

والمعنى: إنها أذكى أو أكثر وعيا مما كنا نتصور!