تعلمنا ونتعلم من الحيوانات!

TT

في مصر طائر أبيض اسمه (أبو قردان) صديق الفلاح. وهو صديق لأنه يأكل الديدان التي تظهر على وجه الأرض عند ريها بالماء. وهو ينعم بحماية البيئة من ألوف السنين. وهذا الطائر إذا تبرز على سيارة فمن الصعب غسلها. برازه كالصمغ. ولذلك فهذا الطائر مصاب بالإمساك دائما. وهو يلجأ إلى أن يملأ منقاره بالماء ثم يحقن نفسه. فعرفنا عنه الحقنة الشرجية التي ذكرها الفراعنة في أوراق البردي الطبية.

ويقال إننا تعلمنا كيف ننفذ الإبرة في قماش إذا التوى وذلك بأن نجمع كل المنحنيات معا ثم ننفذ منها الإبرة، تماما كما يفعل الثعبان عندما يتحرك!

ويقال إن صيادي الوحوش قد تعلموا كيف ينصبون الكمائن. وأشهرها أن ينصبوا شركا، وذلك بوضع الحبال فوق تجويف في الأرض ثم ينتظرون سقوط الحيوانات فيها.. تعلموها من العنكبوت الذي ينصب شراكا من خيوطه اللزجة ويظل جالسا إلى جوارها في انتظار الحشرات التي تسقط في الشبكة فإذا حاولت انقض عليها..

وكان عندنا في نهر النيل نوع من الأسماك نسميه (السمك الرعاش) أي الذي إذا لمسته فلا بد أن ترتعش. وتفسير ذلك أن هذا السمك يدافع عن نفسه بشحنة كهربية مفاجئة من الممكن أن تصيبك بالدوخة أو تقتل الحيوانات الصغيرة. وبعض هذه الأسماك الموجودة في نهر الأمازون إذا صعقت الإنسان قتلته. وهذه الأسماك تستخدم الشحنات الكهربية لتعكير المياه فلا تراها الحيوانات المفترسة أو تستخدم هذه الشحنة لقتل الأسماك الصغيرة قبل أن تبتلعها!

وفي أسلحة الدفاع عن النفس الحديثة عصا بها بطارية تطلق شحنة كهربية إذا لمست أي إنسان دوخته.. ومن الغريب أن من أسماء هذه الأسلحة: السمكة الرعاشة..

فهذا السلاح الحديث تعلمناه من سمكة عمرها الفلكي أكثر من 90 مليون سنة!