امش يومين واسترح يومين وامش!

TT

من الصعب أن تعرف من هو الذي ينصح الشباب حتى تقرأ آخر هذا المقال. ففي حفلة الخريجين طلبوا إلى الأستاذ الكبير أن يلقي كلمة مناسبة. فوقف وعلى غير عادة العلماء لم يتكلم من ورقة.. كأن الذي سيقوله ليس كلاما علميا. قال:

«أبنائي ليتخذ كل واحد منكم أستاذا كبيرا.. وليمش وراءه يومين. فإن لم يستفد شيئا فلينتظر يومين وليستأنف السير وراءه. وإن لم يستفد فلينتظر يومين وليستأنف السير وراءه.

وليتوقف، ولينظر إلى فوق، إلى السماء، ففي عدد نجومها مشكلات، وفي عدد رمال الشاطئ وأوراق الشجر ودموع الأطفال والمرضى حلول.. وحيث تكون المشكلة يكون الحل. لقد تعلمنا من العلم ذلك، وإلا ما تقدمنا. فإننا نجد المشكلات قد خبأت في أحشائها حلولها.. لكن يجب أن ننتظر يومين، ويومين، وألا نقول أف، أبدا. فالذين قالوا أف لم يتقدموا في أي مجال من مجالات المعرفة. المتشائمون هم الذين قالوا أف.. لحنوها وغنوها وفرضوها نشيدا قوميا على الشباب الذين لم يتعلموا المشي فأعجزوهم عن الجري واللحاق بغيرهم من شباب العلماء. ولا يزال الشباب هم الأشجع، وهم الأجرأ، وهم أصحاب الأحلام والآمال العريضة.. فلا تمش وراء الكبار. كفى.

كن كبيرا يمشي وراءه الصغار، وكما أن الكبار لم يضللوك فلا تضلل الصغار وراءك ومن بعدك.. هل أحكي لكم المحاولات الفاشلة في التاريخ؟.. لقد قرأتم بما فيه الكفاية.. لكن الذي قرأ بسرعة كان لمجرد رسم علامات الطريق إلى فوق.. إلى فوق دائما. ولم يكن نموذجا لما سوف تكتبون. فالدنيا فوقنا تتغير، وسوف تتغير، وسوف تجيء بعد الدنيا وتظهر قوانين غير القوانين. ونحن الذين سوف نكشف عن هذه القوانين ونفتح أبواب التغيير، ولن نغلق أبواب الصبر».

(من كلمة ألقاها الفلكي البريطاني الكبير السير باتريك مور لعدد من خريجي أقسام الفلك والفيزياء الفلكية في مؤتمرهم الأخير في لندن)