كل تكريم من أجل هذه المعاني!

TT

يحتفل العالم أو ينسى أن يحتفل بمئوية الكاتب الروسي العظيم تولستوي وميلاد الأديبين الفرنسيين: المسرحي جان أنوي والوجودي جان جينيه..

ونحن نحتفل بأديبنا العظيم نجيب محفوظ..

وأعظمهم تولستوي، فقد أسعدنا سنوات من القراءة والتأمل والتعلم. وأضحكنا عليه وهو يلملم أوراقه وملابسه ويهرب من النافذة - يهرب من زوجته التي ذهبت إلى الإمبراطور تشكوه.. وتثير الإمبراطور على هذا الرجل الشيوعي السفيه الذي يأتي بالفلاحين بأحذيتهم الغليظة والوحل ويمسحونها في السجاجيد الفارسية؛ فتولستوي رجل ثري. ويرى أنه لا حق له في كل هذه الثروة وهناك أناس فقراء. ولكن زوجته تريد أن تحرق الفلاحين الذين ملأوا البيت دخانا وعفونة الأعشاب المبللة في أحذيتهم التي جاءوا بها من الحقول..

والذين يقارنون بين إكزانطيبه، زوجة سقراط، وبين زوجة تولستوي لم يذهبوا بعيدا؛ فامرأة سقراط لم تكن تجد طعام يومها لها ولأولادها.. وكان تلاميذ سقراط هم الذين يعطفون على أستاذهم. وسقراط كان راضيا بأن يمشي حافيا عاري الصدر وكانت زوجته تثور وتلقي فوق دماغه بالماء القذر وكان سقراط يقول: زوجتي كالسماء تبرق وترعد ثم تمطر بعد ذلك!

وكره سقراط المرأة وكرهناها وراءه أكثر من خمسة وعشرين قرنا..

وكذلك تولستوي عندما وافته منيته هرب إلى إحدى محطات السكك الحديدية وقرر أن يموت في حضن القطارات لا في حضن زوجته.. ولما سألوه قبل وفاته عن رأيه في المرأة قال: ليس قبل أن تحكموا غطاء القبر فوق دماغي.. وإن كان لا بد من حُكم فهي «أسوأ خلق الله»..

ومن أجل ملحمته «الحرب والسلام» وتحفته الرائعة «أنا كارنينا» يستحق كل تكريم عظيم!