درس من 11 سبتمبر

TT

في مثل يوم أمس قبل تسع سنوات، رأينا العالم وقد توقف تماما. ورأينا براءة أمة تنهار على الأرض. ورأينا وجه الشر في أعمدة الدخان والرماد. لقد كان ذلك في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001.

لقد سمعت ألف صيحة من ألف شخص وقفوا من دون أي تحرك في ميدان تايمز المزدحم، كالمعتاد، وهم يشاهدون الطائرة الثانية تضرب البرج الثاني على شاشة تلفزيونية كبيرة في ميدان التايمز.

لقد رأيت صورا لأشكال صغيرة بدت وكأنها طيور خارج البرجين. لم يكونوا طيورا، بل كانوا أناسا، أجبرهم لهيب النيران على القفز خارج المباني، أجبرتهم النيران على اللجوء إلى خيار مستحيل في ظل ظروف مستحيلة.

لقد شاهدنا جميعا الأبراج وهي تنهار تماما، وتسقط من السماء إلى السحاب تحتها، أمر فظيع ومريع، ومذهل ولا يصدقه عقل.

شعرت وكأنني فاقد الإحساس، لكنني رفضت أن أكون خائفا. كان موقفي في هذا اليوم هو نفس موقف معظم الأميركيين.. لا يجب السماح للإرهابيين بالفوز. لن يتم ترويع أميركا. سننهض، وستشرق عظمتنا، وستظل أفكارنا عن الحرية منارة للعالم.

وهذا هو السبب في أنه كان من الصعب للغاية مشاهدة النقاش خلال الأسابيع القليلة الماضية بشأن الإسلام في أميركا، بداية من المركز الإسلامي المقترح في جنوب مانهاتن إلى الحديث عن حرق المصاحف. يبدو أن معظم النقاش كان متركزا حول حساسيات الإرهابيين في عالم بعيد، الذين اختطفوا مشاعر الدين، ويريدون رؤيتنا مدمرين، ويريدون اجتذاب مزيد من الأرواح المدمرة إلى قضيتهم.

أفهم نظريا فكرة عدم إثارة عش الدبابير، في حين أن قواتنا لا تزال في طريق الأذى. لكنني أشعر بالغضب من الفكرة التي تقول إنه ينبغي ضبط النقاشات الأميركية الكبرى، بكل ما فيها من قبح وعظمة، من أجل الإرهابيين ومحاولتهم للتجنيد.

صحيح أننا على ما يبدو نمر بشعور جديد من جنون العظمة فيما يتعلق بهؤلاء المتطرفين والتهديدات التي يمثلونها.

ووفقا لاستطلاع رأي أجرته «إيه بي سي نيوز» و«واشنطن بوست» الأسبوع الحالي، فإن نسبة الناس الذين يقولون إن الدولة أكثر أمانا الآن من الإرهاب، مقارنة بما كانت عليه قبل 11 سبتمبر عام 2001، قد وصلت إلى مستوى متدن جديد.

بيد أننا لا نستطيع ببساطة السماح لهذه الموجة الجديدة من الخوف أن تحصرنا في شيء لسنا عليه. إننا دولة الحريات، دولة تتساوى فيها حرية الدين وحرية التعبير، دولة يعد فيها إنشاء مبنى وتدمير كتاب حقوقا مكفولة للجميع، حتى ولو كان يعارضها معظمنا.

التعبيرات الحرة ليست دوما سارة، لكن يجب حمايتها، بغض النظر عن ميول العدو.

هذه هي أميركا، واللحظة التي ننسى فيها ذلك تمثل بداية انتصارهم.

* خدمة «نيويورك تايمز»