من أولها: لا أمل!

TT

انفض مولد الرئيس باراك أوباما.. وبالأحضان والقبلات والابتسامات. وأتذكر نكتة لشاعرنا الكبير حافظ إبراهيم.. يقال إنه ركب الأتوبيس وكان يرتدي الطربوش، فطلب منه أحد الركاب أن يقرأ له خطابا جاءه من أحد أقاربه، فقال له: «لا أعرف القراءة»! فاندهش الراكب وقال له: «كيف وأنت ترتدي الطربوش؟!».. فما كان من حافظ إبراهيم إلا أن خلع الطربوش ووضعه على رأس الراكب وقال له: «اقرأ أنت!».

وأوباما وضع الطربوش فوق دماغ كل الزعماء قائلا: «أنا لا أعرف لكم حلا.. حاولوا أنتم.. إنها قضيتكم. اجلسوا معا وفكروا في الحل. وبس»!

وأعلن وزير خارجية مصر أبو الغيط أن الأمل 50%، وهو جواب دبلوماسي ومعناه أن 50% مبالغ فيه جدا.. يعني لا أمل في الحل!

وبدأت الصحف المصرية تهاجم زعماء إسرائيل، وهي البداية التقليدية لكل المحاولات التي فشلت والتي سوف تفشل.. أو هي اللحن الجنائزي الذي يزف ميتا إلى قبره..

ولم تصبر الصحف المصرية ورسامو الكاريكاتير يوما أو بعض يوم.. وإنما أجهزوا على القضية وكل محاولة لحلها.. وفي الوقت نفسه قتل الفلسطينيون عددا من المواطنين اليهود. وسوف ترد إسرائيل على الذين دفعتهم ليتعجلوا فشل المفاوضات.

وفى لقاء لي مع أحد كبار المسؤولين في إسرائيل قال لي: «عندك أمل؟».. قلت: «لا».. فقال: «ولا أنا ولا نحن.. فقد أعددنا لكل حل مشكلة مؤكدة»..

وضرب أمثلة أعجزتني عن التفكير، ولم أتصور أنهم جعلوا القضية مستحيلة الحل، رغم حماسهم للقاء المباشر في أميركا، وفي مصر، وفى أي مكان آخر.. يعني إيه؟

بالشك بدأنا.. باليأس مضينا.. بخيبة الأمل: انتهى كل شيء!