هايا نوسا: عشرة على عشرة!

TT

مؤسسة الفضاء اليابانية أطلقت سفينة اسمها «هايا نوسا» أي الصقر، يوم 9 مايو (أيار) 2003، وعادت إلى الأرض يوم 13 يونيو (حزيران) 2010، أي أنها استغرقت ذهابا وإيابا سبع سنوات وشهرا وأربعة أيام.. واستحقت من هيئة الفضاء الأميركية أن تقول إن هذه الرحلة تستحق عشرة على عشرة في كل شيء!

فما الذي حدث؟ إن اليابان قررت أن تلتقي بإحدى النجيمات وأن تجمع معلومات وتصورها ثم تلتقط بعضا من ترابها وأحجارها وتعود بها إلى الأرض.. وقد دارت سفينة الفضاء حول النجيم وظلت مجاورة له لمدة سنتين، تصور وتحلل وتبعث إلى الأرض.. ثم حطت على سطحه. ويبدو أن خطأ ما قد وقع فلم تستطع أن تجمع من تراب النجيم مادة كافية؛ فقد كان من المفروض أن تلقي بأجساد حديدية يتطاير لها التراب والحجارة فتلتقطها السفينة. ويبدو أنها لم تفلح في ذلك.. ولكن بقيت سفينة الصقر ملاصقة للنجيم.. ثم هبطت مرة أخرى ولها هدف محدد أن تقتطع منه أي جزء وتعود به إلى الأرض..

ولما أدرك العلماء أن ما حققته المركبة الفضائية هو أقصى ما تستطيع، صدرت لها الأوامر أن تعود إلى الأرض. وهذه أول مرة في التاريخ نحصل على ذرات من التراب أو من الرمال من سطح جسم فلكي ليس في المنظومة الشمسية.. ولم تصدر هيئة الفضاء اليابانية تقريرا عن الذي تحقق ولا عن كمية ما أتت به المركبة من فوق.. فنحن لم نعرف أصل هذه الكتل الحجرية الضالة التي تدور حول الشمس من ملايين السنين.. وهل هي بقايا الانفجار الكبير أم أنها بقايا تكوينات فلكية أخرى.. كالمجرات أو النجوم التي ماتت وابتلعتها الثقوب السوداء.. وهل يمكن استخدام هذه الصخور وعليها كاميرات تصور مساحات من الفضاء لم نعرفها من قبل؟

وكان في نية أميركا أن تساعد اليابان فتزودها بعربة تجر السفينة على سطح النجيم.. ويقال: لأسباب اقتصادية لم تستطع أميركا أن تساعدها.. ورغم ذلك تفوق اليابانيون على كل الهيئات الفضائية في هذه الرحلة التي نفذت تماما بلا غلطة واحدة.. ذهبت سليمة وعملت بمعظم أجهزتها وحققت الهدف وعادت سليمة.. السفينة وزنها نصف طن. وقد ركبت على سطح النجيم أجهزة تنتظر الأوامر لجمع وإرسال معلومات إلى محطة المتابعة الأرضية..

وليست هذه إلا البداية الناجحة!