118 سببا لوفاة الموسيقار العبقري؟!

TT

الموسيقار العظيم موتسارت توفي سنة 1791 عن 35 عاما، لم يمش في جنازته أحد.. زوجته فضلت أن تبقى في البيت. وقالوا لقد كان الجو ممطرا وعاصفا. وقالوا كانت مريضة. وقالوا إنه توفي بعد ليلة شنيعة من الخلافات الصارخة على الفلوس وعلى ما يبعث به إلى والديه.

ودفن موتسارت في مقابر الفقراء. ولم توضع أية علامات على قبره تشير إلى أنه ذلك الموسيقار العبقري. وبعد وفاة موتسارت بدأ المؤرخون يبحثون عن أسباب الوفاة. قالوا الزهري وقالوا الكبد وحبسة البول وقالوا الرئة. ففي أيامه الأخيرة كان يحبس نفسه في غرفة في دار الأوبرا وقد طليت جدرانها بمادة زيتية لها رائحة تتسلل إلى الصدر فتجعل الموسيقار يسعل ليلا ونهارا.. وقالوا إنها مادة سامة..

وقالوا أيضا إن منافسه والحاقد عليه الموسيقار الإيطالي ساليري قد زاره ووضع له السم في النبيذ. وأفلح بعض المؤرخين أن ينفي عن ساليري هذه التهمة الخطيرة. وقالوا إنه لم يفعل أكثر من أن يطلب من الله أن يقصف عمر موتسارت. وقد استجاب..

ولكن باحثا ألمانيا هو البروفسور كاراهوس وباحثا إنجليزيا هو البروفسور دارسون، سجلا أسباب الوفاة. وكانت الأسباب 118؟! أي أسباب وفاة موتسارت.. وهي بين نفسية وجسمية. وكانت لموتسارت قدرة هائلة على التحمل.. ثم إنه كان يؤلف موسيقاه الجميلة رغم الضوضاء.. وكان يؤلفها في الكباريهات وسط الدخان والصيحات. فلم يستطع جسمه الهزيل أن يقاوم المرض والنبيذ والدخان والرقص والمشاجرات العاصفة بينه وبين زوجته وبينه وبين والده في عشرات الرسائل التي بعث بها إلى أبيه.

وقالوا مات فقيرا. وقالوا بل كان غنيا. ولكن المؤكد أنه مات مريضا. فعبقريته المتوهجة أحرقت جسمه المتداعي. موتسارت نفسه قال: أنا أغمس أصابعي في ضياء القمر وأكتب في نار الشمس وأحترق.

وحتى اليوم لم يفلح المؤرخون أن يعرفوا سبب وفاته. إنهم يضعون الاحتمالات وبس. ومن المؤكد أنه لم ينتحر. وإن كان الذي يعرفونه أكثر يؤكدون أن حياته كانت انتحارا يوميا!