يا ويل الذي ترجمه (حرمه)

TT

حسب ما ذكر المؤرخ الكبير (هيرودوت) أن أهل (بابل) كانوا في كل سنة ينظمون مزادا يعرضون فيه فتيات في سن الزواج، وكان من الطبيعي أن يدفع الرجل مبالغ كبيرة للحصول على الفتيات الأجمل، غير أن الأروع من ذلك أن تلك الأموال كانت تجمع لتكون مهرا للفتيات الأقل جمالا كي يتسنى لهن إيجاد الزواج.

وهكذا مثلما يقول المؤرخ: فنادرا ما تبقى الفتاة هناك دون زواج.

كما أن أهل بابل في ذلك الزمان كانوا يرفعون من شأن المرأة ويكنون لها احتراما شديدا، بعكس من جاءوا بعدهم بما لا يقل عن أربعين قرنا وذلك من الإنجليز.

فمن المعروف أنه في القرنين الثامن والتاسع عشر كان المزارعون في إنجلترا يحق لهم بيع زوجاتهم في الأسواق إذا لم يتمكنوا من إعالتهن بصورة لائقة، وقد تم تسجيل حالات بيع كثيرة لزوجات، وقد لفت نظري واحدة منها، إذ إن أحد الفلاحين في سنة (1832) وهو من مدينة (كارلايل) قد باع زوجته في الساحة العامة لقاء عشرين شلنا + كلب.

وعندما ذكرت ذلك لأحد الجالسين بجانبي، تنهد من أعماقه ثم قال: يا ليت ذلك التقليد مسموح به في بلادنا الآن، لكنت والله من أول البائعين، سكت بعدها برهة ثم أردف قائلا: ولكنني أشك أن هناك مجنونا سوف يقدم على شراء بضاعتي المنتهية صلاحيتها.

ولكي أخرسه قلت له: أما أنت فلو أنهم عرضوك للبيع فلن تجد من يشتريك، بل ولرجموك ساعتها بالحجارة، وأول من يرجمك هن النساء تحديدا.

ويا ويل ويا سواد ليل الذي ترجمه (حرمه)، صدقوني.

**

يقولون: (إن القبلة هي شيء يقبل القسمة بين اثنين ولا يقبل القسمة بين ثلاثة).

وهذا غير صحيح إطلاقا، فقد شاهدت أربعة أشخاص من المنافقين يهجمون على أحد التجار (المريشين) ويمطرونه قسرا بالقبلات دفعة واحدة، الأول على جبهته، والثاني على خشمه، والثالث على صدغه، والرابع على براطمه المتورمة، وكان هو (يفرفص) بينهم ولا يستطيع الخلاص.

وما دمنا بصدد القبلة، الله لا يعطيها عافية، فمن المؤكد أن أطول قبلة منفردة سجلها التاريخ كانت بين رجل وامرأة برازيليين سببا عرقلة سير في عام 1964 حين أرادا تبادل بوسة سريعة في سيارتهما فتشابكت دعامتا أسنانهما المعدنيتان.

والحمد لله أنني لم أضع أي دعامة بين أسناني، ولم تمر علي في حياتي كلها امرأة لها دعامات.

[email protected]