لماذا لا تدينون حماس؟

TT

مشاركة الملك الأردني، والرئيس المصري، جنبا إلى جنب، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مفاوضات السلام الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، انطلقت قبل فترة وجيزة في واشنطن، تعني أن هناك دعما عربيا فعليا لعملية السلام هذه، وبالتالي دعما كاملا لمحمود عباس.

كما أن استقبال الرئيس السوري بشار الأسد لمبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل، قبل أمس، في دمشق، يعني أن السوريين يدخلون على خط المفاوضات بشكل أو آخر، وهذا ما سبق أن كشفته صحيفتنا قبل مدة عن رغبة أميركية في ضم سورية للمفاوضات، وهو الأمر الذي لم تنفه دمشق، كما أنها لم ترد التعليق عليه وقتها لصحيفتنا. كل ذلك يشير إلى أن السوريين، وإن لم يعلنوا رغبة حقيقية في الانضمام للمفاوضات، فإنهم لم يعلنوا موقفا معاديا أيضا، وبالتالي فهم على سياق الخط العربي، بشكل أو آخر، في دعم عملية السلام الجارية الآن.

وبالتالي، فإن السؤال هو: من الذي يدعم موقف حماس الساعي لتخريب مفاوضات السلام الجارية في المنطقة؟ هل هم السوريون مثلا ليعززوا موقفهم في حال انضموا للمفاوضات؟ أم أنها إيران التي أعلنت موقفا رافضا للمفاوضات بلغ حد التطاول على الرئيس الفلسطيني؟ أم أن القصة كلها أن حماس تريد أن تكون هي المفاوض، أي من يتم الاعتراف له بالسلطة، وبالتالي يتم جلبها لطاولة المفاوضات، ولذلك تريد تخريب المفاوضات على طريقة «يا فيها يا اخفيها» الشهيرة؟

أيا كان موقف حماس، فهو يعني أن الحركة الإخوانية تمارس عبثا بحق القضية الفلسطينية، والمنطقة برمتها، خصوصا أن حماس، سواء الشق السوري منها، أي الموجود في دمشق، أو الشق الموجود في غزة، قد التزمت بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل طوال عامين مضيا تقريبا، فلماذا يتم إطلاق الصواريخ اليوم، بل إن حماس قد غازلت واشنطن مرارا غزلا مفضوحا، فما الذي تغير اليوم ليعودوا إلى إطلاق الصواريخ التنك؟

وبالتالي، فإن المفروض على العرب اليوم، لكي يعززوا الموقف الدولي الداعم للموقف الفلسطيني، وبالتالي ولادة الدولة الفلسطينية، وكذلك ليؤخذ الموقف العربي الناقد لمواصلة الاستيطان الإسرائيلي مأخذ الجد، أن يعلنوا إدانة واضحة للعبث الذي تقوم به حماس منذ انطلاق عجلة مفاوضات السلام برعاية أميركية، ومشاركة عربية، حيث أن الجميع اليوم يدرك بأن لا حل حقيقيا للصراع مع الإسرائيليين إلا بمواصلة المفاوضات وإتمام عملية السلام، فلا إيران خاضت حربا دفاعا عن حماس أو غزة، ناهيك عن القضية الفلسطينية، ولا دمشق أطلقت رصاصة أيضا من أجل ذلك، ولا يبدو أن حسن نصر الله معني بهذا الأمر من الأساس، بقدر ما هو مشغول بترسيخ إحكام قبضته على الدولة اللبنانية، ليعلنها دولة تابعة لولاية الفقيه الإيراني، على غرار ما يحاول البعض فعله اليوم في العراق.

وعليه، فلا بد من موقف عربي حاسم من حماس لتوضع الأمور في نصابها، ولتعزيز موقف محمود عباس في المفاوضات.

[email protected]