ووقعنا في غلطة مضحكة!

TT

كان طه حسين في إسبانيا. زيارة رسمية. وكانت الحفاوة به بالغة. وكان طه حسين يشعر أنه في بيته أو في الجو العلمي الذي يحبه ويتمناه. وتكلم طه حسين وكان ممتعا. ولم تنقل عنه الصحف كل الذي قال..

وكلمت طه حسين وطلبت إليه نص حديثه ونصوص الكلمات التي قيلت في تكريمه. ودوره التاريخي في التنوير: هذا الأعمى الذي جاء يهدي المبصرين في مصر والعالم العربي.

ونشرت إحدى المجلات الفكاهية أن طه حسين اعترض على الإفطار. القهوة والزبدة والبيض. وقال: إنه يفضل الفاكهة. وقالت المجلة إنهم عرضوا عليه كل أنواع الفاكهة.. فسألهم إن كانت عندهم فاكهة مصرية؟

قالها مداعبا. فهو يعلم أن الفاكهة في إسبانيا وفرنسا من نعيم الله. فنشرت الصحف أنهم يبحثون في الأسواق عن فاكهة جاءت من مصر.

فقالت إحدى المجلات إن طه حسين طلب المستحيل. فلم نجد فاكهة مصرية في إسبانيا ولا في مصر نفسها..

وعندما جاء طه حسين إلى مصر سألته فقال إنهم يداعبونني كما تفعل الصحف المصرية أحيانا.. هاها.. أنت مثلا هاها!

إن طه حسين لم ينس ما كتبته عنه وكانت مداعبات خشنة.

وفوجئت صحيفة «الأهرام» بمقال بقلم د. عبد الرحمن بدوي، الفيلسوف المصري، يقول إن الصحف المصرية كلها وقعت في غلطة فاضحة.. فقد نشرت الصحف أن الأستاذ (أونوريس كوزا) قد ألقى كلمة جميلة في الحفاوة بطه حسين. وقال إن كلمتي (أونوريس كوزا) لاتينيتان ومعناهما الدكتوراه الفخرية. فلا يوجد رئيس جامعة بهذا الاسم وإنما رئيس الجامعة هو الأستاذ فلان.. هاها..

بعض الصحف صححت هذا الخطأ، وصحف أخرى أخفت خجلها في صفحاتها.. ولكن «الأهرام» نشرت التصحيح معتذرة للقراء وشاكرة لأستاذنا عبد الرحمن بدوي!