ماذا عساي أقول في اليوم الوطني للسعودية؟

TT

ماذا عساي أقول في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وقد عايشت، ولم أزل، إنجازات المملكة وخطواتها الجبارة على كل الصعد والمستويات والميادين، إنها مملكة الخير والمحبة والإعمار والبناء، لقد لمست ما حققته السعودية بفضل قيادتها الحكيمة هذا النمو وتلك المسيرة المظفرة وذاك الرأي السديد والعقول النيرة التي ما سعت يوما إلا لمصلحة أبنائها وشعبها، وما كانت ولم تزل إلا سندا لكل العرب وللبنان ولقضاياهم المحقة.

لقد واكبت كيف احتضنت المملكة العربية السعودية اللبنانيين في كل المراحل، منذ منتصف السبعينات يوم تحول لبنان إلى كتل من نار وحديد، ويوم فتحت المملكة قلوبها ومجالاتها ومرافقها وميادينها لكل اللبنانيين، فكانت الرعاية والاحتضان والدعم، ولم تميز بين لبناني وآخر، أو بين هذا الانتماء الطائفي وذاك، ناهيك عن الدعم المادي والمعنوي والمساعدات التي قدمتها المملكة للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني وشرائحه، إضافة إلى دور المملكة الطليعي في الوصول إلى اتفاق الطائف الذي أوقف الحرب، وهو كان وباقٍ الضامن للسلم الأهلي والدستور.

والآن، فإن المملكة على مبادئها وأخلاقياتها في دعم اللبنانيين، في ظل ما يعيشه بلدنا من محطات ومفاصل سياسية بالغة الدقة؛ فمساعي الخير مستمرة، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أرسى الوئام العربي - العربي، وقد كان لمبادرته التوافقية وقعها في إرساء وترسيخ التوافق العربي بين كل القادة والزعماء العرب، وصولا إلى هذا التوافق السعودي - السوري الذي انعكس إيجابا على المسار السياسي والاستقرار في لبنان.

من هنا وفي اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس بوسعنا، وذلك لسان حال كل لبناني، إلا أن نشكر المملكة على وقفاتها ودعمها للبنانيين، وألمس في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان والمنطقة مدى حرص خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية على السعي لمتابعة الجهود الخيرة في لبنان، عبر تقريب المسافات بين كل الأفرقاء وتنقية القلوب، كذلك إني أشهد أن المملكة لم يسبق لها أن تدخلت في شأن أي بلد داخلي، إن كان لبنان أو سواه، وأيضا أنه، وأمام ما يجري في المنطقة من مفاوضات حول عملية السلام، تبقى المبادرة العربية للسلام الشامل والعادل الحل الأمثل لأي عملية سلام مرتقبة، لأنها مبنية على الأرض مقابل السلام، واستعادة الحق الفلسطيني.

وهل ننسى أن المملكة كانت وما زالت على مر السنين إلى جانب القضية الفلسطينية والحق العربي؟! هي سياسة محورها الخير والسلام والعدل والتضامن العربي، وكل ما يجمع ولا يفرق.

* عضو اللقاء الديمقراطي اللبناني