الأمير نايف والعراق.. بلا تحفظ

TT

تصريح مهم في فحواه وتوقيته، ذاك الذي صدر عن الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، في ختام اجتماعات وزراء داخلية دول جوار العراق في البحرين؛ حيث يقول الأمير نايف: «الحمد لله، الأجواء الأمنية بين السعودية والعراق تتجه إلى الأفضل، ونحن نعذر العراق لاحتياجه إلى تكامل الإمكانيات الأمنية حتى يكون التعاون بالمستوى الذي يتطلع إليه الجميع»، مضيفا، وهنا مربط الفرس، بأنه رغم الظروف التي يمر بها العراق والتي تجعل بغداد غير قادرة على التعاون الأمني الكامل، فإن السعودية «على أتم الاستعداد - من دون تحفظ - للتعاون مع العراق أمنيا».

أهمية تصريحات الأمير نايف أنها تأتي في وقت يشهد فيه العراق تحديات لا تقل خطورة عن لحظات سقوط نظام صدام حسين؛ فمع خروج القوات الأميركية، وتعطل تشكيل الحكومة العراقية لقرابة الثمانية أشهر، تتزايد الجهود الاستعراضية، بحسن نية أو سوء نية، من قبل البعض للتدخل من أجل تشكيل الحكومة العراقية المنتظرة، وهو ما وصفه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالعمل الإعلامي.

كما قرأنا كيف لوح مقتدى الصدر بأنه قد يغادر للعيش في لبنان بدلا من إيران في حال تواصل الضغط عليه من قبل طهران، ولمسنا حجم الشكوى من قبل مقربين من إيران في العراق من الفيتو الإيراني حول هذا أو ذاك من الساسة العراقيين، بينما نسمع النائب الثاني السعودي وهو يتمنى للعراقيين تشكيل حكومة تمثلهم، وتمثل طموحاتهم، وفوق كل ذلك يقول إن بلاده مستعدة للتعاون مع بغداد، ومن دون تحفظ.

تصريحات الأمير نايف تؤكد أن الرياض تعي أن أمن العراق واستقراره أمر حيوي لأمن السعودية، خصوصا أن بين البلدين حدودا طويلة، بطول خطر التهريب، سواء الأسلحة أو المخدرات أو الإرهابيين، وهو أمر يهدد السعوديين بمقدار ما يهدد العراقيين، ولذلك شواهد كثيرة، وبالتالي فلا خيار أمام العراقيين والسعوديين إلا التعاون الأمني.

وعلينا أن نتذكر أنه في الوقت الذي يقول فيه الأمير نايف إن بلاده «على أتم الاستعداد من دون تحفظ للتعاون مع العراق أمنيا»، تعلن جماعة «عصائب أهل الحق»، الشيعية المسلحة، والمدعومة من قبل إيران، عن مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الإرهابية في مناطق وسط وجنوب العراق، ضمن سلسلة عمليات أطلقت عليها اسم «ثأر الثقل الأكبر»، وهذا يبين لنا خطورة التدخل الخارجي في الشأن العراقي، وخطورة الوضع الأمني الراهن في العراق.

كما أن تصريحات النائب الثاني السعودي تبين بشكل جلي الفارق بين من يمد يد الخير للعراق، ومن يمد يد الشر لزعزعته واختراقه، وبالطبع فإن الفارق كبير، ويتضح أكثر في قول رجل بحجم الأمير نايف إن العراق «فيه شعب قادر ورجال قادرون على تحمل المسؤوليات...». ولذا نقول إن تصريحات الأمير نايف مهمة جدا في توقيتها، ومضمونها، الذي يعني الخير للبلدين السعودية والعراق، وهذا ما لا يريده البعض للأسف!

[email protected]