من الفحاحيل إلى غوانتانامو

TT

وفقا لاعترافه الشخصي، فإن خالد شيخ محمد هو الذي دبر هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وهو الذي وضع فكرة «الثلاثاء المقدس». ولا تشمل اعترافات خالد شيخ محمد أشهر تفجيرات في زمن السلم، بل روى للمحققين أنه، وابن شقيقه عبد الباسط عبد الكريم المعروف باسم رمزي يوسف، نفذا نحو 20 انفجارا في الفلبين وأفريقيا. ومعروف أن رمزي يوسف هو الذي نفذ الانفجار الأول في برج التجارة العالمي، عام 1993.

ولد خالد شيخ محمد عام 1965، لعائلة باكستانية هاجرت إلى الكويت في الخمسينات، واستقرت في منطقة الفحاحيل، القريبة من مدينة النفط في الأحمدي. وكان والده وعمه إمامين لمسجدين في المنطقة. ويقول الشيخ أحمد الدبوس، مدرس خالد «إنه كان تلميذا متفوقا مثل أشقائه». زاهد، الشقيق الأكبر، أصبح رئيس فرع طلبة الإخوان المسلمين في جامعة الكويت. وعندما أصبح خالد في السادسة عشرة انضم إلى اللقاءات السرية التي كانت تعقدها الحركة في الصحراء. هربت عائلة خالد من الكويت بعد الاحتلال العراقي وتفرقت، وبقي فقط صهره، الذي هو الآن مؤذن جامع الأحمدي.

عام 1984 وصل خالد إلى بلدة مرفري بورو (2000 نسمة) في ولاية نورث كارولينا، لينضم إلى جامعتها. ورغم كونه باكستانيا، فإنه انضم إلى حركة الطلاب العرب في أميركا، وأظهر تفوقا في دراسة الهندسة، ثم انضم إلى كلية الزراعة في جامعة الولاية، حيث تخرج عام 1986 هو ورمزي يوسف. يومها عاد إلى الكويت، حيث التقاه أستاذة السابق أحمد الدبوس، الذي قال لـ«النيويوركر» إنه وجد فيه تغيرا نحو التطرف: «كان لطيفا ودمثا من قبل، لكنه أصبح رجلا مختلفا، حزينا، وقليل الكلام».

لاحقا عاد خالد إلى بيشاور، حيث درس الهندسة في جامعة «دعوة الجهاد». كانت الجامعة قريبة من مخيم يضم 150 ألف لاجئ أفغاني. وهناك أيضا تعرف إلى عبد الله عزام، كما كان هناك أيمن الظواهري. في التسعينات انتقل إلى العمل في قطر، بصفة مهندس في وزارة الأشغال، حيث كان يتنقل بين البحرين وباكستان والكويت لجمع التبرعات.

تبدأ بعد ذلك رحلة طويلة ومشتركة، بين خالد شيخ محمد وابن شقيقه عبد الباسط، أو رمزي يوسف، انطلاقا من كراتشي، إلى مانيلا، حيث تآمرا لاغتيال بابا الفاتيكان، وإيران وتايلاند. وروى خالد للمحققين أنه شارك في 31 عملية إرهابية، وأنه خلال ذلك عاد من جديد إلى العمل في قطر. لم يخطر في بال أحد، طوال سنوات، الاشتباه في خالد شيخ محمد. أما الآن فهو الذي «اعترف بكل شيء». ويخشى المحققون ألا يكون الاعتراف صحيحا.. مجرد خدعة لإلهاء أميركا برمتها.