إيران أضعف من دودة!

TT

رغم كل الدعاية التي تقوم بها إيران لترويج فكرة أنها قوة ضاربة في المنطقة، وأنها القوة المقابلة لأميركا، بحسب الرئيس الإيراني، فإن طهران عاجزة اليوم أمام فيروس «ستوكس نت» الإلكتروني، الذي يشبه «دودة»؛ نظرا لانتقاله من كومبيوتر لآخر، ويتكاثر أثناء انتقاله، وهو متركز، أي الفيروس، في إيران، ويعتقد أنه يستهدف منشآتها الصناعية والنووية.

وهناك اقتناع بأن دولة ما تقف خلف استهداف ذلك الفيروس لإيران، فكميته ونوعيته لا يمكن أن تكونا نتاج عمل فردي أو هاو، بل هو عمل دولة تريد شل أنظمة إيران الخاصة بالطاقة، وتعطيل مشروعها النووي. وهنا يجدر التذكير بأن واشنطن كانت تفكر في شن حرب إلكترونية ضد أنظمة صدام حسين، قبل إطلاق أول صاروخ، لضمان شل الأنظمة الدفاعية العراقية وانعدام المقاومة، لكن كان هناك تردد من حيث أن الفيروسات قد تنجح في شل الأنظمة العراقية، لكن لا أحد يعرف عواقبها، ولذا تم إلغاء الفكرة، وبالتأكيد أن الخبراء كانوا يعملون منذ ذلك الوقت على تطوير فكرة الحرب الإلكترونية.

المهم اليوم أن فيروسا، مثله مثل الدودة، يصيب إيران بالعجز رغم كل التصريحات الإيرانية، ودعاية الصواريخ، وغيرها من الصور الدعائية التي تبثها طهران كل يوم، مما يظهر الفارق الحقيقي في قدرات القوة العسكرية بين إيران والغرب، وتحديدا أميركا، لكن تبقى حقيقة واحدة علينا الإقرار بها، وهي أن قوة إيران تكمن في التخريب، وليس الدفاع أو الهجوم.

فعندما يقول نجاد إن إيران هي الطرف الثاني الأقوى أمام أميركا في المنطقة، فهو محق تماما، لأن النظام يملك مقدرة كبيرة على التخريب، ولاستيعاب ذلك علينا أن نتذكر حكمة شهيرة لبرنارد شو في «مان أند ذا سوبر مان»، حيث يقول: «الرجل العاقل يكيف نفسه مع العالم، أما الرجل غير المتعقل فإنه يحاول تكييف العالم، وبالتالي فإن أي تقدم في العالم يتوقف على ما يقوم به الرجل غير المتعقل». والرجل غير المتعقل هنا هو إيران.

فإذا نظرنا إلى منطقتنا وملفاتها، سنجد أن كل مفاتيح التخريب هي في يد إيران، سواء في ملف السلام، حيث سيطرتها على غزة من خلال حماس، وإبقاء جبهة حزب الله في لبنان مشتعلة دائما ضد إسرائيل، وبالتالي الحيلولة دون تحول لبنان إلى دولة مستقرة، دولة قانون وتعايش سلمي. وإذا ما اتجهنا إلى العراق سنرى ما تفعله إيران على الأرض هناك من ترسيخ الشرخ الطائفي في العراق، وأبسط مثال تعطيل تشكيل الحكومة العراقية، ناهيك عن حجم التدخل الإيراني في اليمن، من خلال الحوثيين، أو زعزعة استقرار دول الخليج من خلال إيقاظ الحس الطائفي، والتمويل المالي، وزرع الخلايا النائمة التابعة لطهران.

كل ذلك يظهر أن لدى إيران قوة تخريب هائلة، من أبرز أسبابها بالطبع العجز العربي، وهذا قصة أخرى، إلا أن القصة المستفادة اليوم أن فيروس «ستوكس نت» يثبت أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما هي إلا أضعف من «دودة»، وقوتها تكمن فقط في التخريب!

[email protected]