وما هي وصاياك العشر؟!

TT

جاء إلى القاهرة المخرج الأميركي الكبير سيسل دي ميل ليكمل تصوير فيلم «الوصايا العشر».. وبدأ يصور خروج اليهود من مصر. عدد كبير.. عشرات الألوف من المتسولين يرتدون الملابس المهلهلة. وقد أعاد التصوير مرتين لأحد المشاهد، فقد رأى على البعد غطاء زجاجة كولا.. والغطاء يلمع.. طبعا رآه من الكاميرا.. ومشهد آخر لاحظ أن هناك آثارا لعجلات إحدى السيارات. صحيح لم يكن واضحا للعين المجردة ولكن الكاميرات الدقيقة سوف تجعله يبدو في غاية الوضوح.

وأذكر أن الساعي الذي يقف على باب مكتبي قد تغيب دون إذن يومين. سألته فأجاب بأنه كان يتسول!.. أي كان يتسول مع اليهود في فيلم «الوصايا العشر»!

وتمنيت أن أرى كيف ينفذ المخرج الكبير تصوير البحر وهو ينشق، والوصايا العشر وهي تظهر مكتوبة على جبل سيناء. ولما ذهبت إلى أميركا وجدت أن الحل بسيط جدا.. لقد أتوا بكمية كبيرة من الجيلي وجاءوا بسكين على شكل عصا، وشقت السكين الجيلي وسار فرعون وجنوده يلاحق اليهود، عندما أغرقهم الماء. أما الوصايا العشر، فقد كان المخرج يستخدم البرق في كتابتها على جبل سيناء!

وكان المخرج الأميركي رجلا لطيفا مرحا.. كأنه شاب صغير وليس شيخا نشيطا. وفي المؤتمر الصحافي سألوه فأجاب. وكان يداعب الزميلات الصحافيات. وقال إنه كان في نيته أن يتزوج صحافية ولكن الله سلم!

سألته: ما هي وصاياكم العشر لإنتاج فيلم جيد؟

فقال بسرعة كأنه فكر في هذا الموضوع كثيرا: الوصايا من واحد إلى تسعة: القصة الجيدة، والباقي هو الإخراج والتمويل والإنتاج والتوزيع! ولكن أعطني قصة جيدة ولا تسألني ما عساي أن آكل وأن أشرب وأن أنام!

سألوه: وهل فيلم «الوصايا العشر» ينطبق عليه هذا الشرط؟ فأجاب: إلى حد كبير.

وقال: ولصعوبة تأليف القصة الجيدة تشكلت هيئات تفكر معا من أجل إنتاج شيء يمكن تصويره وإخراجه وإنتاجه. إن هناك جفافا في الفكر وإفلاسا في الإبداع.. ولكن لا تزال أميركا أفضل من كل الدول في عالم السينما. فما مشكلتكم في مصر؟

وأجاب من يعرف ومن لا يعرف. وضحك سيسل دي ميل وقال: كأنني سألت سيدة جميلة كم عمرها! الإجابة المريحة أن المرأة إذا بلغت العشرين توقفت عندها أربعين عاما.. ها ها!