ولكن نعم أنت تستطيع!

TT

كانت خطب الرئيس كاسترو رئيس كوبا طويلة جدا: سبع ساعات. ولا بد أن نقف مصفقين عند كل عبارة حلوة. ولم تكن هناك عبارات حلوة وإنما كان هناك إيماء بأن هذه العبارة أو هذا الاسم لا بد أن نتلقاه بالتصفيق وقوفا.. ووقفنا خمسين أو ستين مرة.. وهو يرتجل خطبه ويشير بيديه ولو شاء برجليه أيضا عندما يتحدث عن الأميركان. وفي إحدى المرات توقف الرئيس كاسترو يبلع ريقه فنهض أحد الحاضرين وأكمل الجملة. وقد أعجب كاسترو بهذه التكملة فكررها عشرات المرات!

وفي الحملات الانتخابية للرئيس أوباما كان يرتاد المسرح ذهابا وجيئة وينظر للناس واحدا واحدا.. ولا ينظر إليهم بالجملة وإنما كان يوهم كل واحد أنه هو المقصود.. وفي إحدى المرات قال أوباما هل أستطيع أن أفعل ذلك وحدي. فقالت إحدى الحاضرات: نعم أنت تستطيع - وإذا بهذه العبارة تتحول إلى شعار أوباما: نعم. أنت تستطيع نعم. أنتم تستطيعون.

فهذه العبارة همست بها واحدة مجهولة فالتقطها الرئيس أوباما وجعلها عنوانا لكل حملاته الانتخابية لأنها: الأمل والشجاعة والبراعة والتفاؤل بالمستقبل الأفضل.. نعم أنت تستطيع..

وفي الثورة الفرنسية هاجم الثوار الجمعية الوطنية وحاصروها. ولما حاصرتهم قوى الجيش ازداد غضبهم وقال أحدهم: لن نبرح هذا المكان إلا على أسنة الرماح. ونسبت إليه هذه العبارة الباقية.. والحقيقة أن رجلا قالها بصوت منخفض فالتقطها آخر ورددها بصوت مرتفع فدخل بها التاريخ!

وثارت خناقة بين المؤرخين من هو بالتحديد الشخص الذي قالها هامسا ومن الذي رددها صارخا. ولم يستطع أحد أن يحدد من هو الذي قال هذه العبارة..

إن الثورة قد أفرزتها فجاءت على لسان أي واحد. المهم أنها عبرت عن شعور الثوار في ذلك الوقت!