آخر الفراعين.. اسمه محمد الـفايد

TT

لا أعرف من أين أبدأ الحديث عن قصة رجل الأعمال المصري الشهير محمد الفايد؟

ولماذا أصبح الفايد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الإنجليزي؟

وكيف استطاع تحويل محل صغير كان يمتلكه تشارلز هنري هيرالد منذ عام 1849 إلى أكثر المباني ثراء وشهرة في بريطانيا، والذي أصبحت مساحته تبلغ نحو 1.2 مليون متر مربع ويضم 7 طوابق ويزوره نحو 30 ألف مشتر في اليوم الواحد. وكيف استطاع تحقيق استثمارات وأرباح هائلة تقدر بنحو 400 مليون جنيه إسترليني..

إن أجمل وقت يمكن أن يقضيه الإنسان داخل محلات «هارودز» هو شرب الشاي على الطريقة الإنجليزية داخل المحل في المطعم الرئيسي وأنت تشاهد في كل ركن من المحل الشهير.. العاملين من المصريين والعرب.. يعملون بحب وأمانة..

ولقد عرفت صلاح الفايد كأول شخص في الأسرة، وبعد ذلك قدمني الكاتب سمير رجب إلى محمد الفايد عندما جاء إلى مصر بعد طول غياب ليزور آثار الفراعنة..

وقد زرت متجر «هارودز» الشهير في لندن مؤخرا، وذلك للاحتفال بتوقيع أهم كتاب صدر في عالم الآثار المصرية بعنوان «Secret Voyage رحلة سرية في عالم الآثار المصرية».. وهو من تأليفي وتصوير المصور الإيطالي العالمي ساندرو فانيني، ولم أقابل هذه المرة محمد الفايد لأنه كان يجري عملية جراحية بسيطة في الولايات المتحدة.. وقد اتصل بي تليفونيا وأنا داخل متجره الشهير «هارودز» ليؤكد أسفه لعدم وجوده لاستقبالي، وأن أخاه سوف يحل محله.

ولم أتصور هذا الاستقبال الرائع بالطبول والمزمار في زفة مصرية رائعة بهرت الإنجليز الذين حضروا إلى المتجر الشهير للتسوق بمناسبة عيد الكريسماس..

وأذكر أنه عندما وصل هذا الكتاب إلى يد محمد الفايد اتصل بي تليفونيا ليقول إنه لم يتصور أن يكون هناك كتاب عن الفراعنة بهذه العظمة.. حيث قال: «إنه أعظم ما رأيت من لوحات جميلة تمثل الحب والحياة والشخصيات الفرعونية التي أحبها من ملوك ومن أفراد الشعب»، وقد طلب مني محمد الفايد أن أوقع له نسخة من هذا الكتاب الجديد الذي يعتبر من أهم ما نشر عن الفراعنة..

ومن المعروف أن الفايد يعشق الفراعنة.. وهو فخور جدا بأنه من أرض الفراعنة، واستطاع أن يبقى الفرعون المصري على الأرض الإنجليزية؛ فقد قام بعمل الكثير من التماثيل التي تمثله كفرعون.. وكذلك أنشأ القاعة المصرية، والسلالم المتحركة المصرية، التي تحكي قصة وادي الملوك داخل المتجر.. ومن عشق الفايد لتاريخ الفراعنة أنه وصى بتحنيط جثمانه بعد وفاته، وأيضا باستخدام موميائه كعقرب من عقارب الساعة العملاقة التي تزين قمة متجر «هارودز» الرئيسي الكائن في منطقة نايتسبريدغ اللندنية الراقية. وقد أعلن بيل ميتشل وهو من المقربين لمحمد الفايد ويعتبر أهم مستشاريه، أن هذا القرار مهم جدا؛ لأنه يؤكد حرص الفايد على أن يبقى مرتبطا بهذا المحل حتى بعد وفاته، وأن سبب ارتباطه بالساعة هو أنه يبقي الفايد في حركة دائمة مع الزمن لسنوات طويلة بعد رحيله عن الدنيا..

على أي حال فالرأي العام في بريطانيا ما زال مشغولا بقصة وفاة نجل محمد الفايد «دودي» في المأساة المعروفة مع الأميرة ديانا.. وقد حمل الفايد مسؤولية موت ابنه إلى الأسرة المالكة، وأعلن في كل مكان أنه سوف يأخذ حق ابنه عن طريق القضاء الإنجليزي.. وأعتقد أن محمد الفايد لن يهدأ له بال حتى يعرف من هو القاتل الحقيقي لابنه «دودي» ومن يعرف شخصية الفايد يكتشف أنه عنيد لا يترك حقه يضيع أبدا.. أليس هو سليل الفراعنة؟