معظم الموظفين يستخدمون الإنترنت لأغراض شخصية

TT

إن كنت ممن يستخدمون الإنترنت في العمل «لإغراض شخصية» بحتة، فأنت لست وحيدا في هذا العالم. فإحدى الإحصائيات تؤكد أن 64 في المائة من الموظفين يقولون إنهم يستخدمون الإنترنت في العمل لقضاء حاجاتهم الشخصية. وسنرى في السطور القادمة كيف يتعامل الموظفون مع الإنترنت في أثناء ساعات العمل.

* يزور expedia.com)) وهو أشهر موقع إلكتروني لحجز تذاكر السفر والفنادق، نحو 47 في المائة من عملائه أثناء ساعات دوامهم الرسمي. في حين يزور نظراءه من المواقع المنافسة نحوTravelocity وMSNBC وiWon فضلا عن موقع الأحوال الجوية الشهير weather.com ما يتراوح نسبته ما بين 46 و41 في المائة تقريبا في أوقات أعمالهم! وهذه المواقع اشتهرت بأنها ليست ذات صلة مباشرة في كثير من الأعمال (المصدر: Jupiter Communications).

* أظهر استفتاء أجرته شركة «برتش تيليكوم» أن سوء استخدام الإنترنت يكلف الشركات البريطانية صغيرة الحجم نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني في السنة (BBC News).

* يقضي مستخدمو الإنترنت أثناء ساعات الدوام الرسمي (1.4 ساعة يوميا) من أوقاتهم لمشاهدة الملفات الإعلامية المتعددة على الإنترنت وذلك بنسبة 46 في المائة أكثر من مشاهدتهم للتلفزيون (AdAge.com).

* تظهر إحدى الإحصائيات أن 15 في المائة من ذروة أوقات استخدام الإنترنت تحدث يوم الاثنين، وهو مطلع الأسبوع لدى معظم دول العالم، في حين أن يومي عطلة نهاية الأسبوع، وهما السبت والأحد، يشهدان أقل استخدامات الإنترنت (NUA Internet Surveys).

* يستمع نحو 74 في المائة إلى برامج الراديو التي تبث عبر شبكة الإنترنت، بين الساعة الخامسة صباحا والخامسة مساء من أيام الأسبوع، بينما يستمع 14 في المائة فقط إلى هذه البرامج أثناء عطلة نهاية الأسبوع (Streaming Media World)

* أظهرت دراسة أعدت خصيصا للمباحث الفيدرالية الأميركية (FBI) أن 78 في المائة من الشركات التي شاركت في الدراسة تبين أن موظفيها قاموا بإساءة استخدام خدمة الإنترنت من خلال تنزيل مواد إباحية أو تنزيل برمجيات غير مرخصةsoftware (Computer world)

* تبين في دراسة مالية أجرتها وزارة الخزانة الأميركية على مستخدمي الإنترنت، أن 51 في المائة من وقت الموظفين تتم تمضيته في استخدام الإنترنت لأنشطة مثل: قراءة البريد الإلكتروني الشخصي، والمحادثة النصية عبر الإنترنت، وزيارة مواقع مالية كالبنوك وغيرها التي تظهر أوضاعهم المادية، فضلا عن البورصة. (Chicago Tribune وBusiness 2.0).

* في استقصاء للرأي قامت به مؤسسة IDC، تبين أن ما بين 30 إلى 40 في المائة من الوقت المستغرق على الإنترنت تتم تمضيته في تصفح مواقع ليس لها علاقة بطبيعة العمل، وأن 60 في المائة من المبيعات التي تتم على الإنترنت تحدث خلال ساعات الدوام الرسمي (staffmonitoring.com).

وللعلم فإن بعض الإحصائيات أعلاه المرتبطة باستخدامات الناس للإنترنت فيها جانب كبير من الدقة، لأن الأمر صار يحسب بطريقة رقمية يسهل الحصول على نتائجها، بخلاف الدراسات العلمية التقليدية الأخرى التي تعتمد على اختيار عينات عشوائية من مجتمع الدراسة. وقد حاولنا جاهدين الحصول على دراسات عربية متخصصة في هذا المجال، ولكن كالعادة رجعنا بخفي حنين! وأرجو ممن لديه دراسة عربية أن يزودنا بها حتى ننشرها لاحقا. غير أن كثيرا من الدراسات المذكورة آنفا، يمكن أن تنطبق على مجتمعنا العربي خاصة أن الإنترنت فضاؤنا جميعا، بل إن العالم العربي، بحكم موقعه في العالم الثالث، ربما تتضاعف فيه أرقام بعض الإحصائيات في حال تطبيقها فيه، مقارنة بالدول المتقدمة التي اشتهرت بالانضباطية والإنتاجية في العمل.

لا يعد استخدام الإنترنت لإغراض شخصية مشكلة بحد ذاته، فخدمة الإنترنت تم وضعها كي تساعد الموظف على أن ينجز عمله الوظيفي بكفاءة، وأن يزيل - في الوقت ذاته - عن كاهله عبء الأمور الشخصية الطارئة التي تفسد عليه تركيزه في العمل، كأن يرد على رسالة بريدية عاجلة إلى شخص ما أو أن يطلع على رصيده المالي في البنك وغيرها من أمور تبدو صغيرة ولكن لا يهدأ للموظف بال حتى ينجزها، لكي لا يشعر بذنب التسويف طوال ساعات النهار. وبشكل عام نقول إن مسألة إدارة الموظف لوقته في العمل، تعود إلى ضميره في المقام الأول، فالمدير مهما أوتي من قوة فلن يستطيع مراقبة جميع أجهزة العمل وحواسيبها، وقد لا تسمح أخلاقيات العمل الإداري ومبدأ الثقة المتبادلة بذلك. لذا فالموظف هو الذي يفترض فيه أن يحسن استغلال وقته، على النحو الأمثل ليتقدم في حياته المهنية ويتفوق على زملائه علما وخبرة... وأخلاقا.

[email protected]