لكي تعيش سافر إلى فرنسا!

TT

الإنجليز يقولون: بين الحياة والموت قطار تحت سطح المانش. وقد أظهرت الاستفتاءات هذا العام أيضا أنه إذا أردت أن تعيش وأن تسعد بمالك ووقتك فاذهب إلى فرنسا؛ فالفرنسيون أكثر الأوروبيين استمتاعا بالحياة. فالحياة كلمة فرنسية، أما الموت أو انتظاره فكلمة إنجليزية.

وأنت لا تحتاج إلى دراسة واستفتاء لتصل إلى هذه النتيجة في يوم واحد في لندن؛ فالإفطار والغداء والعشاء بطاطس مسلوقة، وترى الناس مقبلين طوابير على البطاطس كأنهم لم يذوقوها قط، وتنظر إلى وجوه الناس فتجد الإنجليز يتقدمون الجميع ويقدمون أطباقهم للطهاة ليضعوا فيها هذا الكوم الأبيض من البطاطس المسلوقة.. هذه البطاطس يُصنع منها طعام لذيذ.. وإذا رأيت وجوها عجزت عن إخفاء مشاعرها؛ فالشرقيون العرب؛ إنهم لا يطيقون فريضة البطاطس، ولذلك يهربون من الغداء أو العشاء. ولا تنتهي دهشة الناس؛ كيف لا «يزهق» الإنجليز وكيف لا يثورون على الطعام الواحد؟! وكيف يقضي الإنجليز إجازاتهم، وكم ساعة في السنة يرون فيها الشمس، إنها 1400 ساعة، وكم ساعة يجلسون في الشمس.

وإذا ذهب الفرنسي أو الإيطالي أو الشرقي إلى بريطانيا لم يجد فيها المقاهي التي هي من معالم دول الجنوب؛ فرنسا وإيطاليا، بينما الإنجليز كل أبوابهم مغلقة في وجه البرودة والعواصف والأمطار.

والفرنسيون أطول الأوروبيين عمرا، وما كذلك الإنجليز.

ويفسر علماء الاجتماع ذلك بأن الفرنسيين يعيشون ثقافة المقاهي، التي يتحدث فيها الناس طويلا ويتخففون من هموم اليوم، وليس لدى الإنجليز هذه المقاهي؛ بل إنك إذا ذهبت إلى أحد البارات وجدتهم ساكتين، وتندهش: لماذا هم معا؟ ولماذا لا يتكلمون؟ ولا تستطيع أن تعرف على اليقين إن كانوا جالسين معا أو أنهم لا يعرف بعضهم بعضا.

فالفرفشة فرنسية إسبانية إيطالية، ولذلك كانت هذه الدول أكثر جذبا للسياح من كل الدنيا.. لماذا؟ لأن الزائر جاء ليعيش حياة أفضل من التي يحياها في بلاده، أو يتمناها في بلاده.