علموني أنا العوم وشكرا!

TT

من بين أوراقي القديمة وجدت خطابا طويلا عريضا أنيقا من السيرك القومي الأميركي في كاليفورنيا. غريبة!

ثم لم أجدها غريبة. فقد وقع حادث عجيب سنة 1960. وكنت حديث العهد برئاسة تحرير مجلة «الجيل». فقد تعاونت الدرافيل على إنقاذ حياة المهندس محمود والي.. أخو وزير الزراعة د. يوسف والي.. الدرافيل حملته من بين الأمواج العالية الصاخبة الغاضبة وألقت به على الشاطئ. وظلت الدرافيل بالقرب منه تعلو وتهبط وتبعد وتقترب حتى حملوه إلى أحد المستشفيات. وقد مضى على هذا الحادث خمسون عاما بالتمام والكمال.. وقد طلبت إدارة السيرك القومي مساعدتها في كتابة القصة كيف غرق أخو الوزير وكيف أنقذته الدرافيل.. وإن كانت هذه الدرافيل لا تزال في المنطقة.

وجاء في الخطاب استعداد الخبراء للمجيء إلى مصر وحمل هذه الدرافيل إلى أميركا ومعرفة كيف أنقذت الغريق.. وفي نفس الوقت يعلمون الدرافيل الأخرى كيف تنقذ الغرقى..

وقلت في خطاب الشكر لهم: ليت هذه الدرافيل تعلمني السباحة بشرط ألا أغرق ثم تنقذني..

وجاء الرد أنهم مستعدون أن يعلموني السباحة وأنهم قد حجزوا غرفة لأسبوع في أحد الفنادق وخصصوا لي اثنتين من الفتيات تعلمانني مبادئ السباحة. وبعثوا بصور لهما.. الله.. والله العظيم جميلتان.. هما جادتان وأنا لم أكن جادا.. فلم آمل في أن أتعلم السباحة. وقد حاولت وفشلت. وسوف أفشل.. وشكرت الدرافيل أن أتاحت لي هذه الفرصة البعيدة المنال! وبعد يومين أو ثلاثة وجدت مندوبين من شركة السيرك القومي.. اثنان من أجل الدرافيل والثالث من أجل أن يعلمني العوم.. وكلهم رجال وليس بينهم واحدة من جميلات السيرك.. ولم أكد أرى الرجل العضلات الذي سوف يعلمني العوم حتى شكوت له من عمودي الفقري وركبتي.. أي أنا غير قادر على السباحة..

ولكن الرجل العضلات قال لي: أنت في أحسن الحالات.. توكل على الله (قالها بالعربية) لقد كان لبنانيا.. ولم أستطع!