«قلت لك.. ولم تصدقني!»

TT

جاءت هذه العبارة عدة مرات في خطاب من قارئ كف هندي يعيش في القاهرة بعض الوقت. والخطاب يقول: «سوف تحصل على هدية هندية لا تخطر على بال. وأنا أحاول أن أعرف ما هي.. إنها ليست شيئا ماديا. ولكن ما هي؟ لا أعرف».

وكانت الصحف في الهند وفي مصر قد نشرت أنني تلقيت جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث. والجائزة قدمها لي البرلمان الهندي في جلسة كاملة الأعضاء.

كلمني في التليفون صديقي عمرو موسى سفيرنا في الهند في ذلك الوقت. وكذلك كلمني مستشارنا الثقافي حمدي الكنيسي. ورجوت السفير أن يتسلم هذه الجائزة نيابة عني!

وكانت الصحف قد نشرت أيضا أن زوجة رئيس إسرائيل حاييم هيرتسوغ المصرية قد قرأت كفي وقالت لي بالحرف الواحد: «سوف تتلقى جائزة أدبية لا تخطر على بال ومن بلد لا يخطر على بال.. ولكنك لن تتسلمها وإنما تتسلمها نيابة عنك شخصية مهمة!».

وهذا ما حدث!

ووجد قارئ الكف الهندي أنه هو الوحيد الذي لم يرد ذكره. فبعث بخطاب يذكرني فيه بأنه كتب نبوءته في ورقة لونها أصفر وأنه استخدم قلما لونه أحمر. وهذا صحيح. وكان لا بد من أن أشكره وأن أهنئه على البراعة والرؤية والشفافية.

ولما سألت عنه قالوا: إنه ترك مصر فجرا عائدا إلى الهند.. لقد هرب من مصر لأنه قد قرأ كف رئيس الوزراء وتنبأ له بأن عزيزا عليه سوف يموت.. وهرب.. وكان قد وعدني أن يقرأ كفي.. حمدت الله أنه لم يفعل!

سألت عنه في الهند، قيل إنه لم يأت بعد، وإنه لن يأتي، فقد وقع في مطب مع زوجة النائب العام، فقد تنبأ لها بأن تنجب ولدا فأنجبت بنتا. ولما قرأ الخبر هرب.. ولن يعود!