آخر الفراعين يعتزل العرش!

TT

كانت مفاجأة لي عندما قال لي رجل الأعمال محمد الفايد صاحب محلات «هارودز» الشهيرة بأنه بصدد اعتزال الحياة العامة والتفرغ لنفسه وحياته الخاصة.. والغريب أن رجلا مثل الفايد المليء بالحيوية والنشاط والأفكار الجديدة المتوهجة ينتهي به الأمر إلى هذا القرار، الذي لم يتخذه في أحلك أيام حياته، عندما قتل ابنه «دودي» مع الأميرة ديانا؟!

فلو كان مثل هذا التصريح قد صدر في ذلك الوقت لكنا وجدنا له مبررا، وهو حزنه على فقدان ابنه، ولكن أن يصدر هذا التصريح مسبوقا بخبر آخر، وهو أن محمد الفايد بصدد بيع «هارودز» إلى مجموعة من رجال الأعمال القطريين، ووجود شروط خاصة في عقد البيع وأهمها بالطبع الحفاظ على الطابع الفرعوني الموجود في «هارودز» وتمثال الفايد في هيئة الفرعون، وكذلك حلم وضع موميائه كعقرب من عقارب الساعة الكبيرة.. وإلى الآن لم تتضح صورة أحلام الفايد الفرعون المصري العجيبة!

وأنا بحق معجب بهذه الشخصية التي يدور حولها نقاش واسع على الصعيدين المحلي والدولي، ومبدأ إعجابي بشخصية الفايد ينبع من معرفتي الوثيقة به.

وكنا في آخر لقاء نتناول الشاي الإنجليزي بالمقهى المعروف داخل «هارودز» فباح لي بعشقه للفراعنة وعالمهم، وكم كان يتمنى أن يعيش في عصرهم ويراهم وهم يشيدون أعظم حضارة نهضت على أسسها حضارات باقي الأمم.. كان يتمنى أن يرى الفراعنة وهم يبنون الأهرامات والمعابد والقصور والسفن التي أبحرت إلى شتى بقاع العالم القديم لتحضر كل ما هو غريب وفريد للبلاط الملكي المصري..!

ولقد قال لي الفايد إنه بصدد التخطيط لرحلة نيلية لزيارة كل المعالم الأثرية الموجودة على ضفتي النهر الخالد، وإنه يتمنى أن أكون بصحبته في رحلته هذه لأحدثه عن تاريخ وحضارة الفراعنة والحفائر التي قمت بها في صحراء مصر شمالا وجنوبا، وأغرب قصص الاكتشافات التي تمت في الأرض المصرية.. ووعدته بتلبية رغبته وأخذه لزيارة حفائري في منطقة وادي الملوك التي أتمنى أن تسفر عن كشف مقبرة زوجة الملك «توت عنخ آمون» التي لم تكتشف إلى الآن، وكذلك الكثير من المقابر الملكية التي لا نعرف مكانها إلى الآن..

لكم أتمنى أن تكون مصر، والإسكندرية خاصة، هي وجهة الفايد ومحل إقامته إذا كان عازما على التقاعد، خاصة أنه محبوب بين المصريين، والسكندريين بصفة خاصة... كما أعتقد أنه سوف يكون له دور كبير في تنمية المجتمع الذي نشأ منه ويستطيع بأفكاره وإمكانياته أن يساهم في تطوير جانب من جوانب الحياة في مصر..

لقد تلقيت دعوة خاصة من محبي الفايد لحضور حفل تكريم له بلندن منذ أسابيع، ولم يكن هو يعلم بأمر هذا الحفل، وقد دعا له كثير من أصدقاء الفايد في كل أنحاء العالم، وعلى الرغم من اعتذاري عن الحضور لظروف العمل فإنني أرسلت برقية حب واعتزاز بصداقة محمد الفايد.. شخصية تذكرك بشخصيات كتب المغامرات الجميلة وشخصيات الزمن الجميل..