ريك سانشيز يلتحق بهيلين وأوكتافيا

TT

تعددت السقطات «الهوائية» لبعض المقدمين البارزين في الإعلام الذين وفي لحظة انفعال يطلقون العنان لآرائهم ومواقفهم والأهم لغضبهم فينسون أن ما قالوه قد وُثق ليستعمل ضدهم بالصوت والصورة إلى الأبد.

يتضاعف حجم القضية حين يكون صاحب «السقطة» قد انفعل وتورط في الحديث عن مشاعر عرقية ودينية في مجتمع معقد التركيب كالمجتمع الأميركي مثلا. هنا، يبدو أن المذيع في شبكة CNN، ريك سانشيز، لم يتعظ مما جرى مع عميدة مراسلي البيت الأبيض، هيلين توماس، التي أمضت أكثر من نصف عمرها في المقر الأميركي الأول لتنتهي بشكل درامي بعد أن صرحت بـ«شكل غير مدروس» بموقف متعاطف مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين فسر على نحو عنصري، ولا مع زميلته في الشبكة، أوكتافيا نصر، التي أقيلت قبله بأسابيع قليلة بسبب تعليق متعاطف عابر عن موت رجل الدين الشيعي السيد محمد حسين فضل الله عبر موقع «تويتر».

سانشيز انتقد بشدة جون ستيوارت، المقدم الساخر الشهير، واتهمه بالعنصرية كما قال إن CNN ومعظم شبكات الإعلام الأميركي يسيطر عليها يهود. طبعا طرد سانشيز من CNN ولعل من أطرف التعليقات ما أورده أحد من تناولوا القضية فعنون تعليقه بالتالي:

«سانشيز: اليهود يسيطرون على الإعلام.

اليهود: لا، لسنا كذلك، أنت مطرود..»

عشرات التعليقات والمقالات تسابقت في انتقاد سانشيز واتهامه بالعنصرية. وحتما قد لا يكون سانشيز موفقا في صياغة رأيه لكن في المقابل كيف كانت الردود عليه!! لم يتردد البعض في السخرية من أقلّوية المذيع المنحدر من أصول كوبية وتقديم آراء نمطية توحي بأن اللاتينيين في أميركا «أغبياء وكسالى..»

ستيوارت الذي فجر سانشيز حنقه سبق وأن سخر من المذيع الكوبي الأصل مرات عدة ناعتا إياه بالغبي..

ليس الهدف هنا الانزلاق وراء ترداد المواقف الساخرة أو الغاضبة التي تقاذفها من يتصدرون الشاشات الأميركية لكن من المفارقة أن تكون درجة الاستنفار عالية إلى هذا الحد حين يتعلق الأمر بمواقف سلبية من اليهود بشكل أكبر من أعراق وجماعات أخرى ينبغي استنكار استهدافها على نحو مواز تماما لاستنكار أي استهداف عنصري لليهود أو أي جماعة أخرى.

قبل 3 أشهر تقريبا، استقالت الإذاعية الأميركية وصاحبة برنامج شهير، لورا شيللنسيغر، بسبب آراء اعتبرت عنصرية ضد السود. شيللنسيغر لم تطرد على نحو ما طرد سانشيز ونصر وتوماس بل جرى دفعها لإعلان استقالتها لحفظ ماء وجهها، علما أنه على مدى سنوات سجلت لورا الكثير من التعليقات والآراء العنصرية بحق المسلمين والسود لكن تعليقاتها الأخيرة كانت جارحة إلى حد استدعى دفعها إلى الاستقالة.

قد يكون سانشيز متسرعا فيما قاله عن سيطرة اليهود على الإعلام الأميركي، لكن المسارعة إلى طرده من مؤسسة مثل «سي إن إن»، لا تساعد كثيرا على تبديد قناعات المعتقدين بما قاله.

diana@ asharqalawsat.com