ولكن لماذا نسيت طويلا؟!

TT

كلما سمعت آية الله روح الله الخميني حاولت أن أتذكر شيئا هاما في ذهني لا أعرف ما هو. وقرأت وقرأت ولم أهتد إلى هذا الشيء الهام الذي نسيته. ولا بد أن أعرفه.. لا بد..

كنت في طهران وقابلت الملك.. وجاء إلى القاهرة الملك الشاهنشاه آريا مهري.. أي ملك الملوك سيد الآريين.. وكنت الوحيد الذي قابله.. أول من قابله وآخر من قابله قبل وفاته بساعات.. وكان حديثه طويلا حزينا باكيا. وإن كان الملك ساعتها مشدود الظهر والعنق.. ولم يفقد شعوره بالعجز وأنه بالفعل ملك إذا نظرت إلى الملوك في تاريخه وحوله.. ولكن ما الذي أذكره للخميني وقد نسيته. هناك شيء هام. حاولت أن أتذكره لم أستطع.. حاولت أن أعود إلى قراءة حياة الإمام الخميني. قرأت ولم أجد هذا الذي شغلني. شيء غريب!

وعملا بنصيحة علماء النفس أنه إذا استعصى عليك أن تتذكر شيئا، توقف عن التفكير فيه.. وسوف يقوم العقل الباطن بكل العمل. ولم يقم العقل لا الباطن ولا الظاهر. وظللت أحاول أن أعرف ما هذا بالضبط الذي شغلني ولكني نسيته. سؤال: ولماذا نسيته؟! لا بد أن هناك شيئا يضايقني جعلني أنساه. ما هو هذا الشيء؟ لا أعرف.

أخيرا عرفت أن الخميني توفي سنة 1989.. أي بعد مرور مائة سنة على ميلاد: العقاد وطه حسين والمازني وعبد الرحمن الرافعي.. الذي ضايقني هو أن مصر لم تلتفت إلى هذه المناسبة فتحتفل بالذكرى المئوية لهؤلاء العظماء مضافا إليهم عظماء آخرون: الفلاسفة مارتن هيدغر وعميد المؤرخين توينبي والأديب كوكتو والزعيمان هتلر ونهرو والساخر الكبير شارلي شابلن..

إذن هذا هو الذي شغلني وهذا الذي جعلني أنسى هذه الذكرى التي ضايقني ألا تحتفل بها مصر.

وتذكرت ما قاله الرئيس السادات: الشرق الأوسط بعد الخميني لن يعود إلى ما كان عليه وسوف نرى!

وصدقت نبوءة السادات!